
هل سبق لك أن شاهدت إعلانًا أو تحديًا بسيطًا تحول في وقت قصير إلى حديث الجميع؟
في الواقع هذا هو جوهر التسويق الفيروسي، حيث تنتشر الأفكار بسرعة مذهلة عبر المنصات الرقمية لتصل إلى ملايين الأشخاص دون الحاجة إلى ميزانيات ضخمة، وهناك العديد من الأمثلة على التسويق الفيروسي والتي نجحت في تحقيق هذا التأثير بفضل محتواها الجذاب الذي يدفع الجمهور إلى التفاعل والمشاركة تلقائيًا. وفي هذا المقال، سنستعرض بعضًا من أبرز هذه الأمثلة، ونكشف كيف تمكنت العلامات التجارية من استغلال هذا الأسلوب لتحقيق نجاح استثنائي.
ما هو التسويق الفيروسي وأهميته في العصر الرقمي؟
التسويق الفيروسي فن يعتمد على الفهم العميق للسوق والجمهور المستهدف، وهو يستند إلى فكرة أن المحتوى الجيد يمكن أن ينتشر بشكل طبيعي من خلال الشبكات الاجتماعية؛ فعندما يجد المستخدم شيئًا مثيرًا للاهتمام يُصبح لديه الدافع لمشاركته مع أصدقائه وعائلته وهذا يخلق حلقة تفاعلية تزيد من انتشار المعلومات.
أهمية التسويق الفيروسي في العصر الرقمي
1- الوصول السريع إلى جمهور عريض
بدلًا من أنفاق مبالغ طائلة على الإعلانات التقليدية والتي قد لا تصل إلى الجمهور المستهدف بشكل فعال، يمكنك من خلال التسويق الفيروسي أن تصل إلى ملايين الأشخاص حول العالم في وقت قصير جدًا، كيف؟ ببساطة من خلال إنشاء محتوى جذاب ومثير للاهتمام يقوم المستخدمون بمشاركته مع شبكاتهم الاجتماعية وبالتالي ينتشر المحتوى بسرعة البرق، وأشهر مثال على ذلك حملة تحدي دلو الثلج (Ice Bucket Challenge) التي أطلقتها جمعية ALS للتوعية بمرض التصلب الجانبي الضموري في عام 2014 وشارك فيها ملايين الأشخاص حول العالم، وقد حصدت الحملة ملايين المشاهدات وساعدت في جمع حوالي 220 مليون دولار لصالح أبحاث التصلب الجانبي الضموري دون ميزانية إعلانية ضخمة.
2- انتشار واسع وسريع للمحتوى
التسويق الفيروسي يعتمد على مفهوم الانتشار الشبكي للمحتوى إذ ينتقل من شخص إلى آخر بطريقة سريعة جدًا، على سبيل المثال عندما قامت شركة أوبر بإطلاق حملة اربح رحلة مجانية عبر الأكواد الترويجية تمكنت من جذب مئات الآلاف من المستخدمين في وقت قصير لأن الأشخاص كانوا يشاركون الأكواد مع أصدقائهم.
3- توفير التكاليف التسويقية
التسويق الفيروسي يقلل من حاجتك إلى استثمار كبير في الإعلانات المدفوعة، فبدون تكاليف باهظة بإمكانك إنشاء محتوى جذاب يحفز الناس على مشاركته دون مقابل، وبهذا تستطيع استثمار ميزانيتك التسويقية في مجالات أخرى أكثر أهمية، مثل تطوير منتجاتك أو تحسين تجربة عملائك.
4- بناء الثقة والمصداقية
عندما يشارك شخص مقرب منا محتوى ما سواء كان منتجًا أو خدمة أو حتى فكرة فإننا نميل إلى الوثوق به أكثر من أي إعلان مدفوع، وهذا ليس مجرد شعور عابر بل هو واقع تؤكده الإحصائيات والتي أثبتت أن 83% من الأشخاص يثقون بتوصيات الأشخاص الذين يعرفونهم أكثر من أي شكل آخر من أشكال الإعلان التقليدي؛ لأنها غالبًا ما تكون متحيزة وتهدف إلى الترويج للمنتج بغض النظر عن جودته.
5- تعزيز الوعي بالعلامة التجارية
عندما يكون المحتوى الذي تقوم بإنشائه إيجابيًا ومفيدًا للجمهور فإنه بذلك يساهم في بناء صورة إيجابية عن علامتك التجارية، مثال على ذلك حملة Real Beauty التي أطلقتها شركة Dove وساهمت في تغيير نظرة المستهلكين للجمال، وأظهرت لهم أن الجمال الحقيقي يكمن في التنوع والاختلاف، هذه الحملة لم تكتف بتحقيق أكثر من 68 مليون مشاهدة على يوتيوب ولكن امتد آثرها ليشمل زيادة مبيعات الشركة بشكل ملحوظ.
كيف يختلف التسويق الفيروسي عن استراتيجيات التسويق التقليدية؟
التسويق الفيروسي يختلف عن استراتيجيات التسويق التقليدية في عدة جوانب جوهرية بدءًا من طبيعة الانتشار ووصولًا إلى طرق التأثير على الجمهور، ومن أهم الفروقات الرئيسية بينهم:
1- طريقة الانتشار
في التسويق التقليدي تعتمد الشركات على الإعلانات المدفوعة مثل التلفزيون والصحف ولوحات الإعلانات حيث يتم دفع الرسائل التسويقية إلى الجمهور المستهدف، أما التسويق الفيروسي فيرتكز على جذب الجمهور وتحفيزه على مشاركة المحتوى تلقائيًا وهذا يخلق تأثيرًا مضاعفًا يزيد من انتشار الحملة دون الحاجة إلى ميزانيات ضخمة.
2- دور الجمهور
بينما يبقى الجمهور في التسويق التقليدي مجرد متلقي للرسائل الإعلانية، فإنه في التسويق الفيروسي يصبح جزءًا من العملية التسويقية؛ لأنه في هذه الحالة لا يكتفي بمشاهدة الإعلان وإنما يساهم في نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهذا يعزز من مصداقية الرسالة ويزيد من انتشارها.
3- التكلفة
الحملات التقليدية تتطلب ميزانيات ضخمة للحملات الإعلانية المدفوعة، في حين يمكن لحملة فيروسية ناجحة أن تحقق انتشارًا كبيرًا بتكلفة أقل، نظرًا لاعتمادها على تفاعل الجمهور ومشاركة المحتوى بديلًا عن الإنفاق المباشر على الإعلانات.
4- مدة التأثير
التسويق التقليدي غالبًا ما يركز على بناء العلامة التجارية على المدى الطويل من خلال تكرار الرسائل التسويقية، بينما التسويق الفيروسي يتميز بسرعة انتشاره، لكنه قد يكون قصير الأمد ما لم يتم تعزيزه باستراتيجيات متابعة تحافظ على الزخم.
5- نبرة الرسالة
في الإعلانات التقليدية تكون الرسائل التسويقية أكثر رسمية ومباشرة، بينما في التسويق الفيروسي يتم تبني أساليب أكثر إبداعًا، مثل الفكاهة أو التحديات أو المحتوى العاطفي الذي يُشجع الجمهور على التفاعل والمشاركة.
العناصر الأساسية لنجاح الحملة الفيروسية
تمامًا كالبناء الذي يحتاج إلى أساس قوي، تحتاج الحملة التسويقية الفيروسية إلى عناصر أساسية لضمان نجاحها، وهم:
1- الاستهداف الدقيق
تخيل أنك تبيع منتجًا للشتاء في فصل الصيف، من المؤكد أنك لن تحقق مبيعات كبيرة الأمر نفسه ينطبق على التسويق الفيروسي فعندما تستهدف جمهورك بدقة فإنك تزيد من فرص وصول رسالتك إلى الأشخاص المناسبين الذين من المرجح أن يتفاعلوا معها ويشاركوها مع الآخرين، وهذا ما حدث مع حملة Old Spice التي استهدفت الرجال من خلال تقديم محتوى مرح ومليء بروح الدعابة، لقد فهموا جمهورهم المستهدف وقدموا لهم محتوى يتناسب مع اهتماماتهم.
2- المحتوى الجذاب
المحتوى هو الأساس الذي تقوم عليه الحملة بأكملها في التسويق الفيروسي، تخيل أنك تحاول إشعال النار بقطعة خشب مبللة مهما حاولت لن تنجح، كذلك الأمر بالنسبة للمحتوى إذا لم يكن جذابًا ومثيرًا للاهتمام فلن ينتشر بين الجمهور، لهذا يجب أن يكون المحتوى فريدًا من نوعه، سواء كان ذلك من خلال فكرة مبتكرة أو طريقة عرض مشوقة أو حتى من خلال استخدام الفكاهة أو العاطفة بطريقة مؤثرة المهم أن يلامس قلوب الجمهور ويثير فضولهم بحيث يشعرون بالرغبة في مشاركته مع الآخرين، وتذكر أن المحتوى الجيد هو الذي يتحدث عن نفسه وينتشر بشكل طبيعي دون الحاجة إلى الكثير من الجهد.
3- سهولة المشاركة
الآن وقد أصبحت تمتلك محتوى إبداعيًا مميزًا، يجب أن تتأكد من أن الجمهور قادر على مشاركته بسهولة على شبكاتهم الاجتماعية؛ فإذا لم يكن من السهل على المستخدمين مشاركته فلن ينتشر بالشكل المطلوب، وينبغي أن يكون المحتوى متوافقًا مع مختلف منصات التواصل الاجتماعي وأن يحتوي على أزرار مشاركة واضحة حتى يتمكن المستخدمون من مشاركته بنقرة زر واحدة، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون المحتوى مناسبًا لمختلف الأجهزة والشاشات حتى يستطيع المستخدمين مشاهدته ومشاركته بسهولة من أي مكان.
4- التوقيت المناسب
احرص على اختيار التوقيت المناسب لنشر المحتوى الخاص بك، لأنك لو نشرت مقطع فيديو مضحك في وقت يكون فيه الجميع مشغولًا بالعمل أو الدراسة، فمن المؤكد أن عدد المشاهدات والمشاركات سيكون أقل من لو كنت قد نشرته في وقت يكون فيه الجمهور أكثر نشاطًا على وسائل التواصل الاجتماعي، ولهذا تأكد من تحليل سلوك جمهورك المستهدف وتحديد الأوقات التي يكونون فيها أكثر تفاعلاً على منصات التواصل الاجتماعي، وقم بنشر المحتوى الخاص بك في هذه الأوقات، وتستطيع استخدام أدوات التحليل المتوفرة على منصات التواصل الاجتماعي لمعرفة المزيد عن جمهورك وتحديد أفضل الأوقات للنشر.
5- الاستفادة من المؤثرين
في عالمنا الرقمي يتمتع المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي بقوة تأثير كبيرة على آراء وقرارات الجمهور، وإذا قمت بدعوة شخص مشهور للتحدث عن منتجك أو خدمتك، فمن المؤكد أن هذا الشخص سيجذب انتباه الكثيرين ويزيد من فرص انتشار علامتك التجارية، لذلك تعاون مع المؤثرين المناسبين لعلامتك التجارية واجعلهم يشاركون المحتوى مع متابعيهم، كما يمكنك أيضًا أن تطلب منهم إنشاء محتوى خاص بك، أو حتى المشاركة في حملتك الفيروسية بشكل مباشر.
6- الأصالة والشفافية
في عالم مليء بالإعلانات المزيفة والمحتوى المضلل يبحث الجمهور عن الأصالة والشفافية في العلامات التجارية، فتخيل مثلًا أنك تتعامل مع شركة تعدك بالكثير ولكنها لا تفي بوعودها فمن المؤكد أنك ستفقد الثقة بها ولن تتعامل معها مرة أخرى، كذلك الأمر بالنسبة للمحتوى الفيروسي فإذا لم يكن أصيلًا وصادقًا فلن يصدقه الجمهور ولن يشاركوه مع الآخرين، لهذا السبب تأكد من كونك صادقًا في رسالتك، وتجنب المبالغة أو التضليل.
7- الحوافز والتحديات
يحب الناس المشاركة في المسابقات والتحديات خاصة إذا كانت هناك جوائز قيمة في انتظارهم، فالجوائز والتحديات تزيد من تفاعل المستخدمين مع المحتوى ومشاركتهم له، لذا قم بإطلاق مسابقات أو تحديات وقدم جوائز قيمة للفائزين، كما يمكنك أيضًا أن تطلب من المستخدمين مشاركة تجاربهم الشخصية مع علامتك التجارية.
أمثلة ناجحة على التسويق الفيروسي من علامات تجارية عالمية
جميعنا بالتأكيد نتذكر واحدة أو أكثر من الحملات التسويقية التي اجتاحت الإنترنت وأصبحت حديث الجميع في وقت قصير، تلك الحملات لم تحقق نجاحها بالصدفة بل كانت نتيجة استراتيجيات ذكية اعتمدت على الإبداع والتفاعل الجماهيري، وفي السطور التالية سنستعرض بعضًا من أنجح الحملات الفيروسية العالمية:
1- حملة “?Will It Blend” من Blendtec
حملة “?Will It Blend” هي حملة تسويقية فيروسية أطلقتها شركة Blendtec في أكتوبر 2006، واعتمدت الحملة على مقاطع فيديو يظهر فيها مؤسس الشركة توم ديكسون وهو يقوم بخلط أشياء غير تقليدية باستخدام خلاطات Blendtec، مثل الهواتف الذكية والأقراص اللوحية والرخام والعصي المضيئة بهدف إبراز قوة ومتانة الخلاطات بطريقة فكاهية وجذابة، وأصبحت العبارة الشهيرة للحملة هل يمكن خلطه؟ هذا هو السؤال معروفة على نطاق واسع.
وقد حققت الحملة نجاحًا كبيرًا بفضل انتشارها الهائل على الإنترنت، وبحلول مايو 2009 تجاوزت مقاطع فيديو ?Will It Blend أكثر من 100 مليون مشاهدة على منصات مختلفة مثل YouTube والموقع الرسمي للشركة، وهذا الانتشار الكبير أدى إلى زيادة ملحوظة في مبيعات Blendtec، وحول الشركة من علامة تجارية غير معروفة إلى اسم مألوف في كل بيت.
2- حملة “The Best a Man Can Be” من Gilette
في يناير 2019 أطلقت شركة جيليت حملة The Best a Man Can Be، بهدف إعادة تعريف شعارها الشهير (The Best a Man Can Get)، وسعت الحملة إلى تسليط الضوء على قضايا مثل الذكورة السامة والتنمر والتحرش الجنسي، مع تشجيع الرجال على محاسبة أنفسهم والآخرين لتعزيز السلوكيات الإيجابية، وتضمنت الحملة فيلمًا قصيرًا سرعان ما انتشر بشكل واسع وحصد أكثر من 110 مليون مشاهدة في الشهر الأول فقط، وعرض الإعلان مشاهد تسلط الضوء على سلوكيات سلبية مثل المعاكسات وعدم احترام مشاعر الآخرين، وقدم بالمقابل أمثلة على تصرفات إيجابية مثل تدخل الرجال لمنع التحرش ودعم بعضهم البعض لتغيير المعايير السلبية.
لقيت الحملة ردود فعل متباينة فقد أشاد البعض بجيليت لاتخاذها موقفًا جريئًا بشأن قضايا اجتماعية هامة معتبرين أن الحملة خطوة إيجابية لإثارة نقاشات هادفة حول مفهوم الرجولة الحديثة، بينما انتقد آخرون الإعلان حيث رأوا فيه هجومًا على السلوكيات التقليدية للرجال معربين عن مخاوف من أن الحملة قد تُنفر قاعدة عملاء جيليت الأساسية، وكجزء من التزامها بهذه القيم تعهدت جيليت بالتبرع بمليون دولار سنويًا على مدى ثلاث سنوات للمنظمات غير الربحية التي تدعم الرجال والفتيان لتحقيق أفضل إمكانياتهم، وشمل ذلك شراكات مع منظمات مثل Boys and Girls Clubs of America لتقديم نماذج إيجابية.
3- حملة Just Sold My Car لشركة We Buy Any Car
في أواخر عام 2022 قامت شركة We Buy Any Car بإطلاق حملة إعلانية بعنوان Just Sold My Car بهدف تجديد صورتها التجارية وجذب جمهور أصغر وأكثر تفاعلًا مع التكنولوجيا، وتضمنت الحملة ظهور نجم تيك توك الشهير Mufasa، المعروف بفيديوهاته الراقصة الفيروسية وهو يرقص على نسخة معدلة من أغنية Push the Feeling On الشهيرة لفرقة The Nightcrawlers الصادرة عام 1992، وتم تعديل كلمات الأغنية لتتضمن عبارة جذابة (لقد بعت سيارتي للتو لشركة We Buy Any Car).
كان التعاون مع Mufasa خطوة استراتيجية تهدف إلى الاستفادة من شعبيته على الإنترنت للتواصل مع فئة الشباب، وقد حظيت الأغنية وحركات الرقص المميزة بإقبال كبير، وشجعت المشاهدين على إنشاء ومشاركة نسخهم الخاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وساهم هذا المحتوى الذي أنشأه المستخدمون في توسيع نطاق الحملة مما جعلها ظاهرة ثقافية بارزة.
ولم تقتصر حملة “Just Sold My Car” على الإعلانات التلفزيونية فقط وإنما امتدت لتشمل وسائل الإعلام المختلفة مثل وسائل التواصل الاجتماعي والراديو والمنصات الإلكترونية، وحتى أوائل عام 2025 حظيت الحملة بإشادة كبيرة لاستخدامها المبتكر للموسيقى والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي لتجديد صورة العلامة التجارية.
4- حملة Red Bull Gives You Wings لشركة Red Bull
شعار (ريد بُل يمنحك أجنحة) هو جزء أساسي من هوية العلامة التجارية منذ انطلاقها، وتم تقديم هذا الشعار في عام 1987 ليعبر بشكل مجازي عن الطاقة والحيوية التي يمكن للمستهلكين الحصول عليها من المشروب، وعلى مدار السنوات ظهر هذا الشعار بشكل بارز في العديد من الحملات التسويقية، خاصة في الإعلانات المتحركة المميزة لريد بُل والمعروفة بأسلوبها الكرتوني البسيط والفعال والتي أصبحت عنصرًا رئيسيًا في استراتيجيات الشركة التسويقية حيث تتناول قضايا معاصرة بأسلوب ذكي ومنفتح.
5- حملة You’re Not You When You’re Hungry لشركة Snickers
حملة “لست أنت عندما تكون جائعًا” من سنيكرز تُعد واحدة من أنجح الحملات التسويقية في العقد الماضي، وأُطلقت هذه الحملة في عام 2010 خلال مباراة السوبر بول حيث ظهرت الممثلة بيتي وايت تلعب كرة القدم، وركزت على فكرة أن الجوع يمكن أن يغير سلوك الشخص ويجعله يتصرف بطريقة غير معتادة، وتم تجسيد هذه الفكرة من خلال إعلانات تُظهر أشخاصًا يتصرفون كشخصيات مشهورة أو غير متوقعة عندما يكونون جائعين ويعودون إلى طبيعتهم بعد تناول سنيكرز، وتم تنفيذ الحملة في 58 سوقًا عالميًا وحققت زيادة في المبيعات بنسبة 15.9% في السنة الأولى مع زيادة الحصة السوقية في 56 من تلك الأسواق، وتميزت الحملة بقدرتها على التكيف مع الثقافات المختلفة إذ تم إنتاج إعلانات محلية تتناسب مع كل سوق مما ساهم في نجاحها العالمي.
6- حملة (Because You’re Worth It) من Loreal
تعد عبارة “لأنك تستحقين ذلك” من لوريال حجر الأساس في هوية العلامة التجارية منذ إطلاقها عام 1971 على يد كاتبة الإعلانات إيلون سبيخت في وكالة الإعلانات McCann في مانهاتن، وكانت هذه العبارة ثورية في ذلك الوقت لأنها عكست حركة حقوق المرأة المتنامية، وكانت واحدة من أولى الحملات الإعلانية التي تنقل رسالة الجمال من منظور المرأة نفسها بطريقة تعزز فكرة الاستحقاق والتمكين الذاتي.
وعلى مدار أكثر من 50 عامًا نجحت هذه الرسالة في تجاوز الحدود الثقافية واللغوية، وقد تمت ترجمتها إلى أكثر من 40 لغة وأصبحت ملهمة للنساء في جميع أنحاء العالم، ولم تعد مجرد شعار إعلاني وإنما أداة لتعزيز الثقة بالنفس وتشجيع النساء على تقدير قيمتهن والسعي وراء طموحاتهن.
7- حملة “Pokémon Go العالمية”
تم تطوير لعبة Pokémon Go بواسطة شركة Niantic وإطلاقها في يوليو 2016، وسرعان ما أصبحت ظاهرة عالمية فقد أحدثت ثورة في عالم الألعاب المحمولة بفضل استخدامها المبتكر لتقنيات الواقع المعزز (AR) وتحديد المواقع الجغرافية، وتشجع اللعبة اللاعبين على استكشاف المواقع الحقيقية للعثور على كائنات افتراضية تُعرف باسم بوكيمون، وهذا الابتكار جذب قاعدة عريضة من المستخدمين، بدءًا من عشاق البوكيمون القدامى وصولًا إلى الجيل الجديد المهتم بالتكنولوجيا الحديثة.
وتواصل Pokémon Go التطور عبر إدخال ميزات جديدة وفعاليات للحفاظ على اهتمام اللاعبين، ومن أبرز التحديثات الأخيرة فعالية رأس السنة القمرية 2025 التي تتيح للاعبين البحث عن بوكيمونات تشبه الثعابين، بالإضافة إلى إصدارات لامعة (Shiny) باللون الأحمر، كما تزيد الفعالية من فرص الحصول على بوكيمونات محظوظة (Lucky Pokémon) عند التبادل، وتتضمن مهام بحث محددة الوقت (Timed Research) تقدم مكافآت قيمة مثل خلايا Zygarde ونقاط الخبرة (XP) وStardust، علاوة على ذلك أضافت اللعبة بوكيمونات Dynamax وهي إصدارات ضخمة وقوية من البوكيمونات العادية والتي يمكن مواجهتها في فعاليات خاصة تُعرف باسم Max Battles.
حملات تسويق فيروسي حققت نجاحًا في الوطن العربي
التسويق الفيروسي لم يعد حكرًا على العلامات التجارية العالمية، فقد شهد الوطن العربي حملات إبداعية استطاعت أن تترك بصمة قوية وتحقق انتشارًا هائلًا في وقت قياسي، ومن أشهر هذه الحملات:
1- حملة “ماذا سيقولون عنك؟” من Nike
في عام 2017 أطلقت نايكي حملة جريئة تحت عنوان ماذا سيقولون عنك؟ وركزت في هذه الحملة على تمكين المرأة في الشرق الأوسط، وظهر في الإعلان نساء عربيات يمارسن مختلف أنواع الرياضات متحديات القوالب النمطية الاجتماعية مما أثار نقاشات حول دور المرأة في الرياضة، وقد حققت الحملة نجاحًا كبيرًا وعززت مكانة نايكي كعلامة تجارية داعمة للتنوع والشمولية.
2- الشوكولاتة الفاخرة من Fix Dessert Chocolatier في دبي
بدأت Fix Dessert Chocolatier رحلتها من دبي عام 2021 على يد رائدة الأعمال البريطانية المصرية سارة حمودة، واستطاعت خلال وقت قصير تحقيق شهرة عالمية بفضل ابتكارها الفريد للحلويات والذي يمزج بين النكهات الشرق أوسطية التقليدية والتقنيات الحديثة في صناعة الشوكولاتة، وكان لوح الشوكولاتة Can’t Get Knafeh of It هو العامل الرئيسي وراء هذا النجاح الفيروسي؛ لأنه تميز بمزيج غني من حشوة الفستق الكريمية وعجينة الكنافة المقرمشة (كنافيتي) والشوكولاتة البلجيكية الفاخرة ما جعله يحظى بإعجاب عشاق الحلويات حول العالم، وفي ديسمبر 2023 انتشر هذا المنتج بشكل سريع بعد أن نشرت المؤثرة ماريا فيهيرا مقطع فيديو بأسلوب ASMR على تيك توك وهي تتذوق الشوكولاتة ليحقق الفيديو أكثر من 100 مليون مشاهدة خلال أيام قليلة الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الطلب بشكل هائل ونفاد الكمية بالكامل رغم أن سعر اللوح الواحد بلغ 30 دولارًا.
3- حملة طيران الإمارات مع جينيفر أنيستون
تعاونت شركة طيران الإمارات مع نجمة هوليوود جينيفر أنيستون لإطلاق حملة إعلانية عالمية في عام 2015، وفي الإعلان الأول ظهرت أنيستون وهي تبحث عن وسائل راحة مثل الدش وصالة الاستراحة على متن طائرة غير تابعة لطيران الإمارات، ثم تكتشف أن هذه الرفاهية متوفرة فقط على متن طائرات إيرباص A380 الخاصة بالشركة، وفي العام التالي تم إطلاق جزء ثاني من الحملة وفيه تظهر أنيستون وهي تتعرف على طفل صغير على متن طائرة الإمارات، ويُركز الإعلان على إبراز الخدمات العائلية التي تقدمها الشركة مثل توفير مناطق مخصصة للأطفال وتوفير برامج ترفيهية متنوعة تناسب جميع الأعمار، وقد تم تطوير هذه الحملة بواسطة وكالة الإعلان RKCR/Y&R وحققت نجاحًا كبيرًا عند إطلاقها، وعززت الصورة الفاخرة لطيران الإمارات ورسخت مكانتها في سوق الطيران التنافسي.
4- حملة موبينيل (دايمًا مع بعض)
في عام 2012 أطلقت شركة موبينيل (أصبحت لاحقًا أورنج مصر) حملة إعلانية تحت شعار دايماً مع بعض، استهدفت الحملة تعزيز قيم الوحدة والتكاتف بين المصريين خاصة خلال شهر رمضان المبارك حيث يزداد التركيز على الروابط الاجتماعية والعائلية، وتضمنت الحملة أغنية مؤثرة بعنوان دايماً مع بعض والتي أصبحت رمزًا للإعلانات الرمضانية في ذلك الوقت، وركزت الأغنية على مشاهد من الحياة اليومية للمصريين مسلطة الضوء على اللحظات التي تجمعهم وتعزز روح التعاون والمحبة بينهم.
حققت الحملة نجاحًا منقطع النظير ولاقت الأغنية والإعلان استحسانًا واسعًا من الجمهور وتمت مشاركتها بشكل هائل على منصات التواصل الاجتماعي وأصبحت جزءًا من ذاكرة الإعلانات الرمضانية في مصر، واستكمالًا لهذا النجاح استمرت موبينيل في استخدام شعار الحملة في حملاتها اللاحقة مع تحديث المحتوى ليتماشى مع الأحداث الجارية والتغيرات في المجتمع المصري.
5- حملة بيبي شوب الخاصة بعيد الأم
تُعتبر بيبي شوب من أبرز العلامات التجارية في مجال بيع مستلزمات الأطفال في منطقة الشرق الأوسط، وهي من الشركات التي تتبنى حملات مؤثرة تركز بشكل خاص على التواصل العاطفي مع جمهورها، وإحدى حملاتها الشهيرة كانت حملة (هدية الأم) والتي سلطت الضوء على أهمية الصحة الأمومية والكشف المبكر عن سرطان الثدي.
وفي هذه الحملة أطلقت بيبي شوب فيلمًا مؤثرًا يظهر فيه طفل صغير يعبر عن امتنانه لوالدته على كل اللحظات السعيدة والذكريات التي منحتها له حيث قال كل شيء أعني كل شيء لدي بسببك، بعد ذلك تركز الحملة على ضرورة الكشف المبكر والفحوصات الصحية للأمهات موضحةً أن 1 من كل 8 نساء معرضة للإصابة بسرطان الثدي وهو ما يجعل الفحص الدوري أمرًا بالغ الأهمية، وتميزت الحملة بالفيديو العاطفي الذي حظي بملايين المشاهدات والمشاركات والذي دمج بين القصة المؤثرة والرسالة الاجتماعية ما عزز من تأثيرها على الجمهور وأدى إلى انتشارها بشكل ملحوظ.
5- كيف يمكنك إنشاء حملة تسويق فيروسي ناجحة؟
هل تخيلت يومًا أن تتحول حملتك التسويقية إلى حديث الجميع بين ليلة وضحاها؟ هذا هو سحر التسويق الفيروسي الذي يعتمد على إلهام الجمهور وتحفيزه على مشاركة المحتوى والتفاعل معه ليصبحوا هم سفراء علامتك التجارية، وفي هذه الفقرة سنكشف لك عن الخطوات الأساسية لإنشاء حملة تسويق فيروسي ناجحة:
1- تحديد الهدف بدقة
هذه هي الخطوة الأولى والأساسية في أي حملة تسويقية سواء كانت فيروسية أو غير ذلك، فيجب أن تعرف بالضبط ما الذي تود تحقيقه من خلال حملتك، هل تريد زيادة الوعي بعلامتك التجارية؟ هل تريد جذب عملاء جدد؟ هل تريد زيادة المبيعات؟ كلما كان هدفك واضحًا ومحددًا، كلما كان من الأسهل عليك وضع استراتيجية فعالة لتحقيقه، كما أن تحديد الهدف يساعدك على تحديد نوع المحتوى الذي ستنشئه والمنصات المستخدمة والمؤثرين الذين ستتعاون معهم، إلى جانب إعطائك القدرة على قياس نجاح حملتك في النهاية.
2- فهم جمهورك المستهدف
ابدأ بالغوص في التركيبة الديموغرافية والاهتمامات والسلوكيات لعملائك المثاليين، فكلما تعمقت في فهم جمهورك كلما كان من الأسهل عليك إنشاء محتوى يلامس قلوبهم ويجعلهم يرغبون في مشاركته مع الآخرين، ويمكنك استخدام أدوات التحليل الديموغرافي واستطلاعات الرأي ومجموعات التركيز وتحليل وسائل التواصل الاجتماعي لفهم جمهورك بشكل أفضل
قد يهمك: أمثلة على السوق المستهدف
3- إنشاء محتوى استثنائي
التميز في الفكرة هو ما يجعل المحتوى ينتشر بسرعة، لذا حاول تقديم شيء جديد أو غير متوقع يثير مشاعر قوية سواء كان ذلك الضحك أو الإلهام أو التعاطف؛ وذلك لأن المشاعر تعتبر محفزًا قويًا للمشاركة، مثال على ذلك حملة (Dumb Ways to Die) التي استخدمت موسيقى جذابة وكوميديا سوداء للترويج لسلامة القطارات ما أدى إلى نجاحها الفيروسي على نطاق واسع، وهناك عدة أنواع من التسويق الفيروسي بإمكانك الاعتماد عليها، مثل:
– التسويق الفيروسي العابر
وهو أكثر أنواع التسويق الفيروسي شيوعًا و يعتمد هذا النوع على فكرة التمرير، حيث يقوم الأفراد بمشاركة المحتوى مع الآخرين الذين يقومون بدورهم بتمريره إلى أشخاص آخرين وهكذا دواليك، وغالبًا ما يكون هذا النوع بسيطًا وسهل التنفيذ ويرتكز على جاذبية المحتوى وقدرته على إثارة اهتمام الجمهور.
– التسويق الفيروسي المحفز
في هذا النوع يتم تقديم حافز معين للمستخدمين مقابل مشاركة المحتوى مع الآخرين، ويمكن أن يكون الحافز ماديًا (مثل الخصومات أو الجوائز) أو معنويًا (مثل الاعتراف أو التقدير)، ومن أمثلة هذا النوع برامج الإحالة مثل برنامج الإحالة الخاص بـ Dropbox والذي سمح للمستخدمين بالحصول على مساحة تخزين إضافية عند مشاركة الخدمة مع الآخرين، الأمر الذي أدى إلى انتشار التطبيق بشكل هائل.
– التسويق الفيروسي الخفي (Stealth Marketing)
هنا يتم الترويج للمنتج أو الخدمة دون أن يدرك الجمهور أنهم يتعرضون لحملة تسويقية مما يخلق فضولًا حول العلامة التجارية، على سبيل المثال استخدمت شركة Sony Ericsson هذا الأسلوب عندما وظفت أشخاصًا لالتقاط صور باستخدام هاتفهم الجديد في الأماكن العامة ما دفع المارة لسؤالهم عنه دون إدراك أنهم جزء من حملة تسويقية.
– التسويق الفيروسي الجدلي (Controversial Marketing)
يستند هذا النوع إلى إثارة الجدل حول موضوع معين لخلق نقاشًا حادًا يدفع الناس إلى مشاركة المحتوى، ومع ذلك يجب استخدامه بحذر لأنه قد يؤدي إلى ردود فعل سلبية، مثل حملة Gillette حول السلوك الذكوري السام والتي أثارت جدلًا ملحوظًا لكنها ساعدت العلامة التجارية في تحقيق انتشار كبير.
– التسويق الفيروسي القائم على الأخبار
يستخدم هذا النوع الأحداث الجارية أو الأخبار الهامة لربط العلامة التجارية بها ونشر الرسالة التسويقية، ويتطلب سرعة في الاستجابة للأحداث وقدرة على ربطها بالعلامة التجارية بطريقة ذكية ومناسبة، ولكن يجب أن يتم استخدامه بشكل أخلاقي ومسؤول للتأكد من عدم إزعاج الجمهور أو تضليله.
4- إطلاق الحملة في التوقيت المناسب
التوقيت يلعب دورًا حاسمًا في نجاح الحملة؛ لأنه يزيد من فرص وصولها إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، وينبغي عليك أن تختار الوقت الذي يكون فيه جمهورك المستهدف أكثر نشاطًا على وسائل التواصل الاجتماعي، فإذا كنت تستهدف الشباب فقد يكون من الأفضل إطلاق حملتك في المساء أو في أيام العطلات، أما إذا كنت تستهدف المهنيين فقد يكون من الأفضل إطلاقها في الصباح أو في أيام العمل.
5- استخدام منصات التواصل الاجتماعي بحكمة
وسائل التواصل الاجتماعي هي الساحة الأهم في التسويق الفيروسي، لذا من الضروري استخدامها بحكمة لاختراق دوائر الجمهور المستهدف من خلال اختيار المنصات التي يتواجد عليها جمهورك بكثرة، ونشر المحتوى بطريقة جذابة ومبتكرة تعزز من فرص انتشاره، وبوسعك استخدام الهاشتاجات الشائعة لزيادة وصول منشوراتك والتفاعل مع المستخدمين بالرد على تعليقاتهم وأسئلتهم والمشاركة في المحادثات لتعزيز التفاعل، كما يمكنك تحفيز الجمهور على مشاركة المحتوى الخاص بك من خلال إنشاء مسابقات أو تحديات مشوقة تشجعهم على نشره بين أصدقائهم.
قد يهمك: استراتيجيات وأساليب جذب العملاء من خلال منصات التواصل الاجتماعي
6- المراقبة والتحليل والتكيف الفوري
استخدم أدوات التحليل لمتابعة أداء حملتك باستمرار وراقب المؤشرات مثل عدد المشاركات والإعجابات والتعليقات ومعدلات التحويل للتكيف السريع والاستفادة من الاتجاهات الناشئة أو معالجة أي مشكلات بسرعة لضمان استمرارية نجاح الحملة، وهناك العديد من الأدوات المجانية التي يمكن أن تساعدك في تتبع وتحليل أداء الحملة، مثل Google Analytics وGoogle Ads Manager وFacebook Ads Manager وHootsuite.
أخطاء يجب تجنبها في التسويق الفيروسي لضمان النجاح
التسويق الفيروسي من أقوى الأدوات التي يمكن أن تحدث نقلة نوعية في انتشار علامتك التجارية، ومع ذلك فإن الوقوع في بعض الأخطاء قد يُعيق تحقيق هذا النجاح المنشود، وفيما يلي بعض الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها لنجاح حملتك:
1- تجاهل الجمهور المستهدف وهو خطأ فادح لأنك إذا لم تفهم احتياجاتهم واهتماماتهم، فمن غير المرجح أن يتفاعلوا مع المحتوى الخاص بك أو يشاركوه مع الآخرين.
2- المحتوى غير الجذاب، لأنه إذا كان المحتوى الخاص بك مملًا أو غير ذي صلة أو لا يثير أي مشاعر لدى الجمهور فسيتم تجاهله ببساطة.
3- الإفراط في الترويج يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، فقد يشعر الجمهور بأنك تحاول استغلالهم مما يدفعهم إلى تجاهل المحتوى الخاص بك وتجنب علامتك التجارية.
4- عدم وجود استراتيجية واضحة وبالتالي إهدار الموارد والجهود، حيث قد تنفق العلامة التجارية أموالًا ووقتًا على حملة تسويقية غير مجدية.
5- تجاهل وسائل التواصل الاجتماعي سيؤدي إلى تفويت فرصة ذهبية للوصول إلى جمهور عريض والتفاعل معه.
6- عدم قياس نتائج الحملة يؤدي إلى فقدان رؤية واضحة لأدائها، وهذا يجعل من الصعب تحديد ما نجح فيها وما يحتاج إلى تحسين لتحقيق أفضل النتائج في المستقبل.
7- تجاهل ردود الفعل السلبية يمكن أن يزيد من تفاقم المشكلة ويضر بسمعة علامتك التجارية.
8- عدم وجود ميزانية كافية لدعم الانتشار المدفوع عند الحاجة قد يحد من وصول الحملة الفيروسية إلى جمهور أوسع، فحتى الحملات التي تعتمد على المشاركة العضوية تحتاج أحيانًا إلى تعزيز مدفوع لضمان وصولها إلى الفئات المستهدفة وزيادة فرص انتشارها بشكل أكبر.
9- عدم التحلي بالصبر قد يدفعك إلى اتخاذ إجراءات مبكرة أو غير مدروسة، مثل تغيير استراتيجية الحملة أو التوقف عن الترويج لها، وهذا قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالحملة وتقليل فرص نجاحها.
10- عدم التعلم من الأخطاء يضمن تكرار نفس النتائج السلبية وإهدار الموارد على حملات غير فعالة.
أهمية التسويق الفيروسي في بناء العلامة التجارية وزيادة المبيعات
تخيل أنك تمشي في الشارع وترى مجموعة من الناس متجمعة حول شيء ما، بدافع الفضول تقترب لتجد شخصًا يقدم عرضًا مذهلًا أو يقوم بحيلة ساحرة والجميع يوثقون الحدث بهواتفهم وينشرونه على وسائل التواصل الاجتماعي، وخلال ساعات قليلة يصبح هذا الفيديو حديث الجميع وتبدأ الصحف والقنوات في تناوله، هذا هو بالضبط ما يفعله التسويق الفيروسي بعلامتك التجارية.
فعندما تصنع محتوى مؤثرًا يلامس مشاعر الناس أو يثير فضولهم، فإنهم لا يكتفون بمشاهدته بل يشاركونه مع أصدقائهم، والذين يشاركونه بدورهم ليصل إلى مئات الآلاف وربما الملايين دون أن تدفع ريالًا واحدًا للإعلان، وهذا ما حدث مع حملة شارك كوكاكولا حيث قامت الشركة بطباعة أسماء شائعة على زجاجاتها، فبدأ الناس في البحث عن أسمائهم وأسماء أحبائهم والتقاط الصور ومشاركة تجربتهم على الإنترنت مما أدى إلى زيادة مبيعات كوكاكولا بنسبة 2% في الولايات المتحدة وحدها وهو رقم ضخم في عالم الشركات العملاقة.
لكن الأمر لا يتعلق فقط بالانتشار ولكن ببناء الثقة فعندما يشارك شخص محتوى معينًا فهو يزكيه بطريقة غير مباشرة، وبطبيعة الحال نحن نثق في توصيات الأصدقاء أكثر من أي إعلان مدفوع، وهذا ما أكدته الدراسات التي أثبتت أن 92% من المستهلكين يثقون في التوصيات التي تأتي من أشخاص يعرفونهم أكثر من أي نوع آخر من الإعلانات، وبالتالي عندما تطلق منتجًا جديدًا ويبدأ الأشخاص في الحديث عنه ومشاركته بحماس عندها يتحول منتجك من مجرد اسم في السوق إلى منتج يريد الجميع تجربته.
ودعونا نتذكر معًا كيف انتشرت صورة فستان بشكل جنوني على الإنترنت في عام 2015، ولم يكن السبب في تصميم الفستان وإنما في الجدل الذي أثير حول لونه، هل هو أبيض وذهبي أم أزرق وأسود؟ ورغم عدم وجود أي إعلان مدفوع وراء هذه الظاهرة، إلا أنها انتشرت بسرعة البرق لأن الناس أحبوا الجدل ورغبوا في إثبات وجهة نظرهم، وهكذا بدأت المناقشات بين الأصدقاء والعائلات وحتى المشاهير والعلماء، ولكن هل تعرف من كان المستفيد الأكبر من هذا الجدل؟ شركة Roman Originals المصممة الحقيقية للفستان، فبمجرد أن انتشر الأمر قفزت مبيعات هذا الفستان بشكل خيالي وتم بيع جميع القطع خلال ساعات بل وحققت الشركة أرباحًا ضخمة بسبب الانتشار المجاني الذي حصلت عليه من دون أن تدفع دولارًا واحدًا في الإعلانات.
أفضل أدوات التسويق الفيروسي التي يمكنك استخدامها لنجاح حملتك
لا توجد طريقة تضمن لك نجاح وانتشار حملتك التسويقية، ولكن هناك عدة أدوات يمكنك الاعتماد عليها لمساعدتك على انتشار علامتك التجارية وزيادة التفاعل معها، ومنها على سبيل المثال:
1- برامج الاستماع الاجتماعي
تخيل أنك تجلس في مقهى مزدحم تستمع لحديث العملاء عن تجربتهم مع علامتك التجارية، هذا بالضبط ما تفعله أدوات مثل Brandwatch وMention لكن على نطاق رقمي واسع، فمن خلال تحليل المحادثات عبر الإنترنت يمكنك معرفة ما يعجب جمهورك وما يزعجهم مما يساعدك في إنشاء محتوى يلقى صدى قويًا لديهم.
2- منصات إنشاء المحتوى
المحتوى المرئي يحصل على مشاركة أعلى بنسبة 40% مقارنة بالمحتوى النصي، وإذا أردت لمحتواك الانتشار إذًا اجعله مرئيًا وتستطيع الاعتماد على أدوات مثل Canva وAdobe Spark لتصميم صور ومقاطع فيديو جذابة بصريًا بسهولة.
3- أدوات التعاون مع المؤثرين
تتيح لك منصات مثل Tapfiliate العثور على المؤثرين الذين يتناسبون مع جمهورك ويمكنهم الترويج لمحتواك أمام جمهور عريض، فالتوصيات الصادرة عن المؤثرين تعزز بشكل كبير من مدى وصول حملتك ومصداقيتها.
4- برامج التسويق بالإحالة
هل تعلم أن العملاء الذين يأتون من الإحالات ينفقون أكثر بنسبة 16% من غيرهم؟ هنا يأتي دور أداة GrowSurf والتي تحفز عملاءك الحاليين على دعوة أصدقائهم مقابل مكافآت.
5- أدوات التحليل والتتبع
بدون بيانات كل جهودك قد تكون مجرد تخمينات، وGoogle Analytics يمنحك رؤية واضحة حول ما ينجح وما لا ينجح في حملتك، مثل هل الفيديو الذي نشرته قبل أسبوع حصل على تفاعل أعلى من المقال الذي كتبته؟ ولماذا؟ ومن خلال تحليل الأرقام يمكنك ضبط استراتيجيتك بذكاء وتجنب إضاعة الموارد على محتوى لا يحقق النتائج المرجوة.
قد يهمك: تعرف على أدوات قوقل للتسويق الرقمي
خاتمة
وفي الختام، لقد أثبتت أمثلة التسويق الفيروسي التي استعرضناها في هذا المقال أن الأفكار المبتكرة والمحتوى الجذاب يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في تحقيق النجاح للعلامات التجارية، ومع استمرار تطور المنصات الرقمية يبقى التسويق الفيروسي خيارًا مثاليًا للعلامات التجارية الطموحة.
المصادر:
https://sproutsocial.com/glossary/viral-marketing/
https://en.wikipedia.org/wiki/Will_It_Blend%3F
https://filestage.io/blog/best-viral-marketing-campaigns/
https://www.wired.com/story/gillette-we-believe-ad-men-backlash/
https://www.sixtyfourmusic.com/blog/how-we-buy-any-car-got-the-uk-dancing
https://thinkmarketingmagazine.com/give-the-gift-of-mom-longer-with-babyshops-new-campaign