
وضع خطة تسويقية لشركة اتصالات في عصرنا الحالي يتطلب أكثر من مجرد أفكار تقليدية؛ فهو يحتاج إلى فهم عميق لسلوك المستهلكين الذين أصبحت الهواتف الذكية جزءًا أساسيًا من حياتهم اليومية، فقد تجاوز الهاتف دوره كوسيلة لإجراء المكالمات ليصبح مركزًا لإدارة الحياة الرقمية بكل تفاصيلها، من التسوق ومشاهدة الأفلام إلى إنجاز الأعمال والتواصل الاجتماعي، وبالتالي أصبح نجاح شركات الاتصالات يعتمد على قدرتها في تصميم تجارب مبتكرة تلبي احتياجات العملاء المتجددة وتتماشى مع التطور التكنولوجي المتسارع. وفي هذا المقال، سنناقش أفضل الأساليب والاستراتيجيات الناجحة في تسويق شركات الاتصالات، وكيفية إنشاء خطة تسويقية احترافية متكاملة تضمن لهذه الشركات التميز في هذا القطاع الحيوي.
ما هي خطة التسويق الخاصة بشركات الاتصالات؟
خطة التسويق لشركات الاتصالات هي وثيقة استراتيجية تحدد الأهداف والاستراتيجيات والتكتيكات التسويقية التي ستستخدمها الشركة لجذب العملاء والاحتفاظ بهم وزيادة الإيرادات، وتشمل هذه الخطة مجموعة من العناصر الأساسية، مثل تحليل السوق والمنافسة وتحديد الجمهور المستهدف، بعد ذلك تُصمم الأهداف بحيث تكون قابلة للقياس، مثل زيادة قاعدة المشتركين بنسبة محددة خلال فترة زمنية معينة، ولتحقيق هذه الأهداف يتم بناء استراتيجية تسويقية متكاملة تشمل مزيجًا من الوسائل الرقمية مثل الإعلانات على منصات التواصل الاجتماعي والإعلانات التقليدية كاللوحات الإعلانية، وحتى الحملات الميدانية في المناطق الحيوية.
قد يهمك: ما الفرق بين الخطة التسويقية والاستراتيجية التسويقية؟
ولا تقتصر الخطة على استقطاب العملاء الجدد فقط وإنما تركز أيضًا على تعزيز تجربة العملاء الحاليين بتقديم خدمات مبتكرة، مثل تطبيقات تساعدهم على إدارة استهلاكهم بسهولة أو برامج ولاء تحفزهم على البقاء مع الشركة، بجانب ذلك تعتمد شركات الاتصالات على تحليل بيانات السوق باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتوقع التغيرات وتقديم عروض تناسب التوجهات المستقبلية، فالهدف منها ليس فقط تحقيق الأرباح وإنما بناء علاقة طويلة الأمد مع العملاء بطريقة تعزز مكانة الشركة كخيار أول في السوق.
أفضل الأساليب والاستراتيجيات الناجحة في تسويق شركات الاتصالات
الدراسات تؤكد أن 86% من العملاء يفضلون الشركات التي تقدم لهم عروضًا مخصصة تتناسب مع احتياجاتهم، وهذا الرقم يعكس التحدي الذي تواجهه شركات الاتصالات في جذب العملاء والاحتفاظ بهم في سوق مزدحم بالمنافسة، من أجل هذا يجب عليك الاعتماد على استراتيجيات تسويقية مبتكرة وأساليب متطورة تستهدف ليس فقط تقديم الخدمة ولكن خلق تجربة متكاملة تجعل العملاء يشعرون بأنهم محور الاهتمام، وفي هذه الفقرة سنناقش هذه الاستراتيجيات:
1- التسويق الرقمي الشامل
شركات الاتصالات بحاجة إلى تعزيز وجودها الرقمي للبقاء في صدارة المنافسة في سوق سريع التغير، ويهدف هذا التحول إلى تبني تقنيات حديثة لتحسين الخدمات المقدمة وزيادة كفاءة العمليات مع تلبية توقعات العملاء المتزايدة في العصر الرقمي، على سبيل المثال تقدم شركة Verizon تطبيقات مخصصة مثل My Verizon والذي يُمكن العملاء من إدارة حساباتهم بسهولة ما يعزز الراحة ويوفر الوقت، وهذا النهج يساهم في تحسين تجربة العملاء، ويقلل أيضًا من التكاليف التشغيلية بفضل تقليل الاعتماد على مراكز الاتصال التقليدية.
إضافة إلى ذلك، تعتمد شركات الاتصالات على تحليل البيانات لفهم سلوك العملاء وتقديم خدمات مخصصة، مثل شركة AT&T التي استخدمت الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط الاستخدام بين عملائها وهذا ساعدها على تقديم عروض مخصصة أدت إلى زيادة نسبة الاشتراكات بنسبة 15% خلال عام واحد، كما أن شراكات الشركات مع منصات رقمية أصبحت جزءًا من التحول الرقمي، مثل شراكة T-Mobile مع Netflix حيث قدمت الشركة اشتراكًا مجانيًا ضمن باقاتها مما أضاف قيمة ملموسة عززت ولاء العملاء.
إلى جانب ما سبق، يعتمد التحول الرقمي على تبني تقنيات متطورة مثل شبكات الجيل الخامس (5G) والتي توفر سرعات اتصال فائقة تسمح بتقديم خدمات مبتكرة مثل الألعاب السحابية والفيديو عالي الجودة، ومن الأمثلة الناجحة على التحول الرقمي تجربة Vodafone التي أطلقت منصة (Vodafone Business) حيث قدمت من خلالها حلول إنترنت الأشياء (IoT) للشركات الصغيرة والمتوسطة الأمر الذي ساعدها في تحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف، ونتيجة لذلك شهدت الشركة زيادة في عائداتها بنسبة 8% في عام 2022.
2- التسويق المخصص (Personalized Marketing)
من المهم أن يشعر العميل أن الشركة تفهم احتياجاته الفردية، وهنا يظهر دور تخصيص الباقات والخدمات حسب ميزانيات العملاء وتوقعاتهم، كتقديم خططًا مرنة تسمح للعملاء بتخصيص الباقات التي تجمع بين خدمات الإنترنت والهاتف المحمول بناءً على استهلاكهم الشخصي، وشركة T-Mobile الأمريكية تُعتبر مثالًا بارزًا على هذا التطبيق، إذ أطلقت خططًا مثل Magenta Max ,التي تقدم بيانات غير محدودة بأسعار مخصصة لكل عميل.
وتتجلى أهمية التخصيص أيضًا في التفاعل الشخصي مع العملاء، لأنه يتم استخدام الرسائل النصية والإيميلات الموجهة لتقديم عروض تناسب اهتماماتهم، على سبيل المثال إذا لاحظت الشركة أن أحد العملاء يستهلك بيانات كثيرة في بث الفيديو يمكنها تقديم عرض لترقية باقته ليحصل على مزيد من البيانات بسعر مناسب، وشركة Vodafone تطبق هذه الاستراتيجية من خلال إرسال رسائل مخصصة ساهمت في زيادة رضا العملاء بنسبة 15%، جانب آخر مهم هو الدعم الفني المخصص حيث يتم تقديم المساعدة بناءً على احتياجات العميل الفردية، سواء عبر تفضيل اللغة أو سرعة الاستجابة، كما تعتمد شركات مثل Orange على أنظمة إدارة العلاقة مع العملاء (CRM) لتحليل البيانات واقتراح عروض وخدمات تتناسب مع عادات الاستخدام الفردية.
3- الاستفادة من البيانات والتحليلات (Data-Driven Decision Making)
تحليل البيانات يوفر رؤية معمقة حول سلوك العملاء واتجاهات السوق، وعن طريق استخدام أدوات مثل الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية تستطيع الشركات تحديد الأنماط السلوكية للعملاء، مثل الأوقات التي يزداد فيها استخدام الخدمات أو الفئات الأكثر احتياجًا لخطط مخصصة، وهذه الرؤية تتيح للشركات تصميم عروض تستهدف العملاء بشكل أكثر دقة مما يعزز رضاهم وولائهم، وشركات كبرى مثل Vodafone وVerizon اعتمدت على التحليلات لتحسين أدائها، فعلى سبيل المثال استخدمت Vodafone البيانات لتحديد المشكلات التي يواجهها العملاء، مثل ضعف الشبكة في مناطق معينة وقامت بتحسين البنية التحتية بناءً على هذه المعلومات الأمر الذي رفع رضا العملاء بنسبة 20% خلال ستة أشهر، بالمثل قامت Verizon بتحليل استهلاك البيانات لدى العملاء وابتكرت خططًا مخصصة تناسب احتياجاتهم أدت إلى زيادة الاشتراكات بنسبة 15% في خطط البيانات غير المحدودة، علاوة على ذلك تساعد البيانات أيضًا في اتخاذ قرارات استباقية للاحتفاظ بالعملاء فمن خلال التحليلات التنبؤية يمكن للشركات تحديد العملاء المحتمل مغادرتهم ومن ثم تقديم عروض مميزة أو تحسين الخدمات المقدمة لهم.
4- برامج الولاء والحوافز
ولاء العميل يُعتبر من أهم أصول الشركة، وبإمكانك تحقيق ذلك عن طريق تقديم مكافآت للعملاء الملتزمين بعقود طويلة أو منح خصومات مميزة عند تجديد الباقات فنجد شركة مثل زين لديها برنامج مكافآت زين والذي يسمح للعملاء كسب نقاط مقابل استخدام المكالمات والرسائل وخدمات الإنترنت، ويمكن استبدال هذه النقاط بمكافآت مثل دقائق مجانية أو خصومات على الأجهزة، على الجانب الآخر يوفر برنامج نقاطي من شركة STC نقاطًا عند دفع الفواتير أو شحن الرصيد والتي يمكن استبدالها بخدمات ومنتجات متنوعة من شركاء البرنامج، وقد أظهرت الدراسات أن العملاء الملتزمين بالبرامج يستهلكون الخدمات بشكل أكبر وينفقون بمعدل أعلى يصل إلى مرتين أو ثلاث مرات مقارنةً بالعملاء الآخرين.
5- تقديم الخدمات المجمعة (الباقات)
تجميع الخدمات مثل الانترنت والهاتف والتلفزيون المدفوع في باقات واحدة بأسعار تنافسية يجعل العميل يرى قيمة مضافة في التعامل مع شركة واحدة؛ لأن هذه الاستراتيجية تُبسط عملية الفوترة على العميل وتقلل من تعقيد إدارة الحسابات وبالتالي يشعر بالراحة في التعامل مع مزود واحد لجميع احتياجاته، وقد نجحت شركة (Comcast) في تقديم هذه الخدمات المجمعة للعملاء وقد لاحظت الشركة ارتفاعًا كبيرًا في معدلات ولاء العملاء الذين استفادوا من هذه الباقات، مع توفير يصل إلى 30% مقارنة بالاشتراك في كل خدمة بشكل منفصل.
كما تُظهر الأبحاث فاعلية هذه الاستراتيجية في الاحتفاظ بالعملاء، ففي دراسة أجرتها شركة Moody’s أوضحت أن مزودي خدمات الاتصالات الذين يقدمون باقات مجمعة يتمتعون بمعدلات احتفاظ أعلى بنسبة 10% مقارنةً بالشركات التي تقدم خدمات منفردة، وهذا يؤكد أن العملاء يفضلون الراحة والاقتصاد اللذين توفرهما هذه الباقات.
كيف تنشيء خطة تسويقية احترافية متكاملة لشركة اتصالات؟
هل تعلم أن أكثر من نصف ميزانية التسويق قد تُهدر ببساطة بسبب عدم وجود خطة محكمة؟ هذا واقع مرير تواجهه العديد من الشركات بما في ذلك شركات الاتصالات، ولكن يمكنك تجنب هذا المصير وبناء خطة تسويقية متكاملة تضمن لك تحقيق أقصى استفادة من ميزانيتك، وفيما يلي خطوات إنشاء هذه الخطة:
1- الملخص التنفيذي
الملخص التنفيذي هو موجز مركز لأهم النقاط الرئيسية في الخطة ويعتبر بمثابة نافذة تطل منها الإدارة العليا على جوهر الخطة التسويقية دون الحاجة إلى قراءة كامل الوثيقة؛ لأنه يقدم لمحة موجزة وشاملة عن أهم جوانب الخطة، بدءًا من تحليل الوضع الحالي للسوق والمنافسين مرورًا بالأهداف التسويقية والاستراتيجيات المقترحة، وصولًا إلى الميزانية المتوقعة وأهم المؤشرات (KPIs) التي سيتم استخدامها لقياس النجاح.
2- تحليل السوق وتحديد الجمهور المستهدف
يجب عليك فهم السوق الذي تعمل فيه وتحديد جمهورك المستهدف بدقة، ويتضمن ذلك تحليل اتجاهات السوق وتحديد احتياجات العملاء وفهم سلوكهم الشرائي، فلنتخيل معًا أنك تبني منزلاً فهل ستبدأ البناء دون معاينة الأرض ودراسة طبيعتها؟ بالطبع لا! الأمر نفسه ينطبق على التسويق فينبغي عليك أولاً فهم السوق ومعرفة من هم منافسوك وما هي نقاط قوتهم وضعفهم، وما هي احتياجات عملائك وهل يبحثون عن باقات بيانات أكبر أو سرعات إنترنت أعلى أو ربما عروض مميزة على المكالمات الدولية، وبناءً على هذا التحليل حدد جمهورك المستهدف هل هم من الشباب المهتمين بالألعاب الإلكترونية أم من رجال الأعمال الذين يحتاجون إلى اتصالات موثوقة وسريعة، فمثلًا بدراسة جمهورك ومعرفة آخر اتجاهات السوق نلاحظ تزايد الطلب على خدمات الجيل الخامس (5G) وهو ما يُعد فرصة سانحة لشركتك لتقديم هذه التقنية، وهذا يُبرز أهمية فهم اتجاهات السوق وتوجيه العروض وفقاً لذلك.
3- تحديد الأهداف التسويقية
بعد أن فهمت السوق والجمهور، حدد ما الذي تود تحقيقه من خطتك التسويقية، هل زيادة عدد المشتركين أو رفع مستوى الوعي بالعلامة التجارية أو زيادة الإيرادات؟ في كل الأحوال يجب أن تكون أهدافك أهداف ذكية (SMART) بمعنى أن تكون واضحة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وذات صلة ومحددة زمنياً، فمثلًا بدلاً من أن تقول أريد زيادة المبيعات قل أريد زيادة عدد المشتركين في باقة الإنترنت المنزلي بنسبة 20% خلال الربع الثالث من العام، فهذا الهدف واضح وقابل للقياس لأنه يسمح لك بتتبع عدد المشتركين الجدد، كما أنه محدد زمنياً فقد تم تحديده خلال الربع الثالث من العام.
4- تحديد الميزة التنافسية
الميزة التنافسية هي ما يميز شركتك عن غيرها ويجعلها الخيار المفضل للعملاء، وتُشبه هذه الميزة البصمة التي تميز كل فرد عن غيره، وتتطلب هذه الخطوة فهمًا عميقًا لما يمكن أن تقدمه شركتك ولا يستطيع منافسوك تقديمه بنفس الكفاءة أو الجودة، وقد تُميز الشركات نفسها عبر عدة جوانب منها السعر بتقديم عروض منافسة أو الجودة من خلال توفير شبكة اتصالات عالية الجودة وسرعة إنترنت فائقة وهو ما يزداد الطلب عليه خاصة مع انتشار استخدام الإنترنت عالي السرعة وتقنيات مثل 5G، أو التغطية عن طريق إنشاء شبكات واسعة في مناطق جغرافية مختلفة خاصةً في المناطق النائية، وتُعتبر شركة T-Mobile في الولايات المتحدة مثالًا حيًا على تحقيق الميزة التنافسية حيث ركزت على توفير تغطية 5G عالية الجودة مع خطط تسعير شفافة وخدمات دعم عملاء متميزة، وهذه الاستراتيجية ساعدتها على استقطاب 865,000 عميل جديد خلال الربع الثالث من 2024.
5- تطوير المنتجات والخدمات
عالم التكنولوجيا لا يتوقف عن التطور فما هو حديث اليوم قد يُصبح قديماً غداً، لذا يتوجب على شركتك أن تواكب هذه التطورات وتقدم خدمات جديدة ومبتكرة تناسب احتياجات العملاء المتغيرة، مثل خدمات البث التلفزيوني عبر الإنترنت (IPTV) وخدمات التخزين السحابي، بالإضافة إلى خدمات الدفع الإلكتروني وذلك لتلبية احتياجات العملاء المتنوعة.
6- وضع استراتيجيات التسعير
التسعير ليس مجرد تحديد رقم مقابل الخدمة ولكنه أداة تسويقية تساعدك في جذب العملاء وتحقيق التوازن بين الإيرادات وتكاليف التشغيل، وتعتمد شركات الاتصالات على مجموعة متنوعة من استراتيجيات التسعير لتحقيق أهدافها التسويقية والمالية، ومن أهمها:
– التسعير على أساس التكلفة حيث يتم تحديد سعر الخدمة بناءً على تكلفة توفيرها مع إضافة هامش ربح محدد، وبالرغم من أن هذه الاستراتيجية بسيطة وسهلة التطبيق، ولكنها قد لا تُراعي ظروف السوق والمنافسة.
– التسعير التنافسي وفي هذه الحالة يتم وضع سعر الخدمة بناءً على أسعار المنافسين في السوق، وهذه الاستراتيجية تساعد على جذب العملاء في سوق شديد المنافسة، ولكنها قد تقلل من هامش الربح.
– التسعير على أساس القيمة التي يحصل عليها العميل، وهذه الاستراتيجية تركز على إبراز المزايا والفوائد التي تقدمها الخدمة، مثل سرعة الإنترنت العالية أو التغطية الواسعة، فمثلاً قد تقدم شركة اتصالات باقة إنترنت بسعر أعلى من المنافسين، ولكنها تبرر هذا السعر بتقديم سرعة إنترنت فائقة وتغطية شاملة.
– التسعير النفسي، والذي يعتمد على التأثير النفسي للأسعار على قرار الشراء، ومن أمثلة ذلك استخدام أرقام تنتهي بـ 9 (مثل 99 ريالًا بدلًا من 100 ريال)، أو تقديم عروض وخصومات لفترة محدودة.
– التسعير المجمع (Bundling)، ويتم تقديم مجموعة من الخدمات معًا بسعر مخفض مقارنةً بشرائها بشكل منفصل، فمثلاً قد تقدم شركة اتصالات باقة تشمل الإنترنت والمكالمات التلفزيونية بسعر أقل من شراء كل خدمة على حدة، وهذه الاستراتيجية تشجع العملاء على استخدام المزيد من الخدمات وتزيد من إيرادات الشركة.
– التسعير الديناميكي، وهنا يتم تغيير سعر الخدمة بناءً على ظروف السوق والعرض والطلب، فمثلاً قد ترتفع أسعار باقات الإنترنت في أوقات الذروة أو خلال المناسبات الخاصة.
– التسعير المخترق (Penetration Pricing) والذي يعتمد على تقديم الخدمة بسعر منخفض جدًا في البداية لجذب أكبر عدد من العملاء واكتساب حصة سوقية سريعة ثم يتم رفع السعر تدريجيًا بعد ذلك، ومن الشركات التي طبقت هذه الاستراتيجية هي Mint Mobile في الولايات المتحدة عبر تقديم باقات بيانات بأسعار منخفضة جدًا في البداية الأمر الذي ساعدها على اكتساب قاعدة عملاء كبيرة.
7- تطوير استراتيجية التسويق
الآن وبعد أن حددت أهدافك، عليك وضع الخطة لتحقيقها من خلال تحديد ما هي القنوات التي ستستخدمها للوصول إلى جمهورك، وهل ستركز على الإعلانات التلفزيونية أم التسويق بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي أم ربما الشراكات مع المؤثرين، وبغض النظر عن الوسيلة التي ستقوم باختيارها المهم أن تكون رسائلك التسويقية واضحة وجذابة وتُركز على احتياجات جمهورك، وأن تختار القناة التسويقية الملائمة لجمهورك فإذا كنت تريد الوصول إلى الشباب فإن منصات مثل فيسبوك وإنستقرام هي الأنسب، بينما إذا كنت تحاول الوصول إلى رجال الأعمال عندها تصبح منصة لينكدإن هي المنصة المثالية.
وإلى جانب اختيار القنوات وتحديد الرسائل، ينبغي وضع ميزانية مناسبة لتحقيق الأهداف التسويقية والتي قد تتضمن تكاليف الإعلانات والتسويق الرقمي والعلاقات العامة والتسويق المباشر والبحث والتطوير ورواتب الموظفين وغيرها، وهناك طرق مختلفة لتحديد الميزانية، مثل تحديد نسبة من المبيعات أو تحديد الميزانية بناءً على الأهداف والمهام أو تحليل ميزانيات المنافسين أو التجربة والاختبار.
8- تنفيذ الخطة وتقييم النتائج
بعد إطلاق حملتك التسويقية لا تتركها دون متابعة، راقب النتائج باستمرار وحدد هل زاد عدد المشتركين؟ هل ارتفع مستوى الوعي بعلامتك التجارية؟ استخدم أدوات التحليل لقياس أداء حملتك، وإذا وجدت أن هناك جوانب تحتاج إلى تحسين فلا تتردد في إجراء التعديلات اللازمة، على سبيل المثال إذا وجدت أن إعلاناتك على إنستقرام تُحقق نتائج أفضل من إعلاناتك على فيسبوك عندها قم بزيادة ميزانية إعلانات إنستقرام وقلل ميزانية إعلانات فيسبوك.
نموذج خطة تسويقية لشركة اتصالات جاهزة للتعديل
بدلًا من البدء من الصفر بوسعك الاستفادة من نموذج خطة تسويقية جاهزة للتعديل لتوفير الوقت والجهد والتركيز على الجوانب الاستراتيجية والتنفيذية، لهذا قمنا بإعداد نموذج جاهز للتعديل بصيغة Word، ويُمكنك تحميل النموذج من هذا الرابط وتخصيصه ليناسب احتياجات شركتك وأهدافها.
قد يهمك: نموذج خطة التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي
كيفية تطوير الخطة التسويقية لشركة الاتصالات بما يتلائم مع تطورات السوق
في الماضي كانت شركات الاتصالات تعتمد على الإعلانات التقليدية لجذب العملاء، لكن اليوم تغير الوضع وأصبح العميل يبحث عن تجربة متكاملة وقيمة مضافة، ومن هنا أصبحت الشركات بحاجة إلى خطة تسويقية متكاملة تتفهم هذا التغيير وتستجيب له، وإليك أهم النقاط التي يجب عليك مراعاتها عند تطوير خطتك التسويقية:
1- فهم ملامح السوق
ابدأ بتحليل شامل للسوق ولمعرفة ملامح السوق بشكل أفضل عليك أن تتساءل ما الذي يبحث عنه العملاء في هذا السوق؟ والإجابة هنا تكمن في دراسة التغيرات الديموغرافية والتوجهات الحديثة مثل الاعتماد على الخدمات السحابية وزيادة الطلب على السرعات العالية، على سبيل المثال نجد أن المدن الكبرى مثل الرياض وجدة أصبحت محاور لتجارب التحول الرقمي وهذا يتطلب خدمات اتصال أكثر تطورًا، هنا يتوجب عليك وضع خارطة ذهنية للسوق تتضمن اللاعبين الرئيسيين وتحديد المناطق ذات الطلب المرتفع مثل قطاع الأعمال الذي يعتمد بشكل كبير على الحلول المخصصة، وعندما تفهم السوق كلوحة متغيرة وديناميكية ستتمكن من صياغة خطة تسويقية تركز على تقديم قيمة حقيقية وتجربة عميل استثنائية تمامًا كما تفعل STC مع منصاتها الرقمية المبتكرة.
2- التركيز على استراتيجيات تتمحور حول العميل
“عليك أن تبدأ بتجربة العميل ثم تعود إلى التكنولوجيا، لا تبدأ بالتكنولوجيا ثم تحاول أن تجد مكانًا لبيعها”، هذه المقولة لستيف جوبز تجسد جوهر التوجه التسويقي الحديث، خاصةً في قطاع الاتصالات المتطور باستمرار، ففي هذا القطاع تحول المستهلك من متلقيًا سلبيًا للإعلانات إلى مشارك فعال في عملية التسويق فقد بات يمتلك أدوات البحث والمقارنة والاختيار والتعبير عن رأيه عبر مختلف المنصات الرقمية، وهذا التحول فرض على شركات الاتصالات تعميق فهمها لسلوك المستهلك المتغير وتحليل احتياجاته وتوقعاته ودوافعه الشرائية بدقة، بالإضافة إلى مراقبة أنماط استخدامه للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي عن قرب بواسطة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة وفهم التوجهات الاستهلاكية، والخلاصة أن المستهلك اليوم يبحث عن عروض مخصصة تلبي احتياجاته الفردية سواء كانت باقات اتصالات تتناسب مع استخدامه للإنترنت أو المكالمات أو تطبيقات محمولة سهلة الاستخدام أو خدمات دعم فوري تضمن تجربة مريحة ومتكاملة.
ولتحسين تجربة العملاء في جميع نقاط الاتصال مع الشركة، قم بتوفير قنوات اتصال سهلة وفعالة تقدم دعم فني متميز وتعمل على حل مشاكل العملاء بسرعة وسلاسة، إلى جانب تقديم عروض مخصصة تلبي احتياجات العملاء الفردية كباقات اتصالات تتناسب مع استخدامهم للإنترنت أو المكالمات.
3- تحليل المنافسة بشكل معمق
السوق عبارة عن مباراة شطرنج وكل حركة يقوم بها المنافسون تحدد خطوتك التالية، وتحليل المنافسة هنا يشبه دراسة خطوات الخصم بذكاء لفهم استراتيجياته وتوقع تحركاته واستغلال نقاط ضعفه لصالحك، وفي عالم الاتصالات حيث اللاعبين الكبار مثل Mobily وSTC وZain يسيطرون فأنت بحاجة إلى رؤية الصورة الكاملة، لذا ابدأ بالبحث العميق وكن على دراية بالخدمات التي يقدمها هؤلاء المنافسون وكيف يروجون لمنتجاتهم، على سبيل المثال تتميز STC بكونها الرائدة في السوق وتملك بنية تحتية قوية تدعم خدمات الجيل الخامس وتطوراتها وهو ما جعلها تحقق إيرادات بلغت 72.34 مليار ريال سعودي في عام 2023، في المقابل نجد أن موبايلي تركز على تقديم حزم إنترنت تنافسية بأسعار تجذب فئة الشباب، أما زين فقد حققت قفزة نوعية بتقديم خدمات رقمية مبتكرة، مثل الألعاب السحابية وخدمات الدفع الإلكتروني، ولكن كيف تستفيد شركتك من هذه المعطيات؟ عن طريق البحث عن المناطق التي لم تكتشف بعد، مثل التركيز على الشرائح غير المخدومة في المناطق الريفية، أو تقديم خدمات مدمجة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتخصيص تجربة العملاء.
ولكن التحليل لا يقتصر هنا على مقارنة الأرقام والخدمات؛ بل يتطلب الغوص في تفاصيل العلاقة بين المنافسين والعملاء، بمعنى ماذا يقول العملاء عنهم؟ لماذا يختارونهم؟ وإذا اكتشفت مثلًا أن الدعم الفني هو نقطة ضعف لديهم يمكنك أن تجعل منه سلاحك الأقوى بتقديم دعم استثنائي، وتذكر أن المنافسة ليست مجرد معركة لكسب العملاء بل هي لعبة ذكاء، وكلما تعمقت في فهم منافسيك زادت قدرتك على بناء خطة تسويقية تستجيب لمتطلبات السوق وتُبرز نقاط قوتك وتفتح لك مسارات جديدة نحو الريادة، ومثلما قال الخبير الاقتصادي مايكل بورتر “الميزة التنافسية تتحقق عندما تكون مختلفًا بطريقة يقدرها العملاء.”
4- الاستثمار الذكي في التكنولوجيا الحديثة
يجب عليك كشركة اتصالات الاستثمار بحكمة في التكنولوجيا الحديثة، مثل تكنولوجيا الجيل الخامس 5G وإنترنت الأشياء IoT والذكاء الاصطناعي AI، فمثلًا نجد أن شركة STC ليست مجرد مقدم للخدمات ولكنها شريك في التقدم حيث أطلقت مبادرات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة العملاء مثل أنظمة المساعد الافتراضي التي تستجيب للاستفسارات بدقة وسرعة، ومن جهة أخرى دخلت موبايلي في شراكات مع شركات تقنية عالمية لدعم الحوسبة السحابية مما يساعد الشركات الناشئة على إدارة أعمالها بكفاءة أعلى، أما زين السعودية فقد تبنت رؤية تحويل المدن السعودية إلى مدن ذكية باستخدام تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) لتسمح للمواطنين بالتحكم في منازلهم وأنظمة الطاقة عبر هواتفهم الذكية.
5- تنويع الخدمات
تنويع الخدمات لم يعد يقتصر على توفير خدمات الاتصال التقليدية، بل تطور ليشمل تقديم حلول رقمية متكاملة تلبي احتياجات متنوعة للأفراد والشركات، وتشمل هذه الحلول خدمات إنترنت الأشياء (IoT) التي تتحكم في الأجهزة المنزلية عن بُعد، وأنظمة المراقبة الأمنية، وخدمات الترفيه المنزلي، وغيرها، فعلى سبيل المثال تطرح شركة STC حزمًا مبتكرة تتضمن خدمات البث الترفيهي بالتعاون مع منصات عالمية مثل Netflix، وهذا يعكس فهمًا عميقًا للاتجاهات السوقية التي تدمج بين الاتصالات والترفيه، وفي الوقت ذاته توسع زين السعودية عروضها من خلال تقديم حلول الحوسبة السحابية للشركات مستفيدة من فرص النمو الواعدة في سوق الأعمال بالمملكة.
6- التكيف مع المتغيرات
التكيف مع المتغيرات مهارة أساسية للبقاء والنجاح، فالسوق لم يعد ثابتًا بل بات يشهد تحولات مستمرة في التكنولوجيا، واحتياجات العملاء والمنافسة والظروف الاقتصادية والاجتماعية، وقد تواجه شركات الاتصالات قوانين أو لوائح جديدة تفرض قيودًا على استخدام تقنيات أو شركاء محددين، وهذا قد يؤثر على الجدول الزمني لمشاريعها أو جودة خدماتها، وفي مثل هذه الحالات يصبح التكيف هنا ضروري وينبغي على الشركة أن تكون مستعدة بخطط بديلة، مثل بناء شراكات مع مزودين آخرين أو تطوير حلول داخلية، وهذا بالضبط ما قامت به شركات الاتصالات في المملكة المتحدة عندما تأخر إطلاق خدمات الجيل الخامس بسبب القوانين المتعلقة بشركة Huawei واستجابت بعض الشركات بإطلاق خطط بديلة تعتمد على تقنيات مزودين آخرين مثل Nokia وEricsson ما سمح لها بمواصلة تقديم خدمات عالية الجودة دون التأثير على رضا العملاء.
تابع المزيد: ما هو التسويق الجغرافي؟
كيف تختار أفضل طريقة تسويقية مناسبة لتحقيق أهداف شركة الاتصالات؟
في عالم الاتصالات المتسارع يعتبر اختيار الطريقة التسويقية المناسبة تحديًا حاسمًا لنجاح الشركات، فمع تنوع الوسائل والمنصات يصبح من الضروري تحديد الاستراتيجية الأمثل التي تضمن لك الوصول إلى جمهورك المستهدف وتحقيق الأهداف المنشودة، وللوصول إلى أفضل الطرق للتسويق لشركتك قم بتنفيذ الخطوات التالية:
1- الاعتماد على القرارات المستندة إلى البيانات
في عالم التسويق اليوم لا يمكنك الاعتماد على الحدس فقط؛ فالبيانات هي سلاحك السري لاتخاذ قرارات تسويقية ذكية تُحقق أهدافك بكفاءة، ووفقًا للإحصائيات فالشركات التي تعتمد على البيانات تزيد أرباحها بنسبة 20% مقارنة بمنافسيها، وفي حال كنت تسعى لجذب عملاء جدد إلى خدمات الجيل الخامس (5G) فبدلاً من إطلاق حملة عشوائية اجمع بيانات عملائك واستخدمها لفهم من هم الأكثر اهتمامًا بالتقنيات الحديثة، ربما تجد أن فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و35 عامًا هم الأكثر استخدامًا للإنترنت عالي السرعة، عندها يمكنك تصميم حملة موجهة خصيصًا لهم تُبرز الفوائد التي تناسب احتياجاتهم، مثل سرعة تحميل الفيديوهات أثناء التنقل.
لكن الأمر لا يتوقف هنا، فأنت أيضًا تستطيع استخدام اختبارات A/B لتجربة نوعين مختلفين من الإعلانات كأن يكون أحدهما يركز على السرعة والآخر على توفير التكاليف، وعندما تظهر النتائج ستعرف أيهما يحقق صدى أكبر، وبهذه الطريقة لن تُهدر ميزانيتك وإنما ستوجهها إلى القنوات التي تُحدث الفارق.
2- تنويع القنوات التسويقية
الاعتماد على قناة تسويقية واحدة يشبه وضع كل البيض في سلة واحدة وهو ما قد يعرضك لخسارة شريحة كبيرة من العملاء، ولكن لضمان نجاح خطتك التسويقية لشركتك عليك أن تفكر كعميل قبل أن تفكر كمسوق، فالعملاء اليوم لا يقتصرون على قناة واحدة للتواصل أو الاطلاع على العروض بل يتنقلون بين وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والبريد الإلكتروني وحتى الإعلانات التقليدية، لذا جرب مزيجًا من الإعلانات الرقمية والتسويق عبر البريد الإلكتروني وحملات الطرق التقليدية، فعندما تنوع قنواتك التسويقية فإنك بذلك توسع دائرة وصولك وتخلق تجربة متكاملة للعملاء تجعلهم يشعرون وكأن شركتك موجودة دائمًا أينما كانوا.
تابع المزيد: استراتيجيات وأساليب جذب العملاء من خلال منصات التواصل الاجتماعي
3- تصميم محتوى يروي قصة العلامة التجارية
المحتوى الجيد هو الذي يترك أثرًا في ذهن العميل، وكما قال سيث جودين “التسويق ليس حول الأشياء التي تبيعها، بل القصص التي ترويها”، وتصميم محتوى يروي قصة علامتك التجارية هو المفتاح لجذب الانتباه وبناء علاقة عاطفية مع جمهورك، بدايةً اسأل نفسك ما هي القيم التي تمثلها شركتك؟ وما التحديات التي تغلبت عليها لتصل إلى ما أنت عليه اليوم؟ واجعل جمهورك يشعر وكأنهم جزء من الرحلة، فمثلًا بدلًا من أن تقول نحن نقدم تغطية شبكة ممتازة في جميع أنحاء المملكة بوسعك أن تروي قصة عن كيف تُساعد هذه التغطية رواد الأعمال في المناطق النائية على إدارة مشروعاتهم والتواصل مع عملائهم في جميع أنحاء العالم.
4- الشراكات الاستراتيجية مع العلامات التجارية الأخرى (Strategic Partnerships)
بدلاً من التركيز على التسويق بشكل منفرد بإمكانك عقد شراكات استراتيجية مع شركات أخرى تقدم منتجات أو خدمات مكملة، كالتعاون مع شركة لإنتاج الأجهزة الذكية (مثل الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية) لتقديم باقات مدمجة تجمع بين خدمة الإنترنت والجهاز نفسه، وبهذه الطريقة ستحصل على فرصة للتوسع في أسواق جديدة لم تكن تصل إليها من قبل، ومن أشهر الأمثلة على ذلك هو التعاون بين شركة STC مع شركات مثل سامسونج وهواوي وآبل لتقديم باقات شاملة تجمع بين الهاتف وخدمة الإنترنت بأسعار تنافسية مما يوفر للعملاء حلاً متكاملاً ومنافساً في السوق.
5- استخدام التسويق بالمؤثرين (Influencer Marketing)
التسويق بالمؤثرين لا يقتصر على مجرد دفع مبلغ من المال لمؤثر لنشر إعلان عن منتجك ولكنه يسعى إلى بناء علاقة حقيقية مع المؤثر بحيث يُصبح سفيرًا لعلامتك التجارية يُشارك تجربته الصادقة مع جمهوره ويُؤثر في قراراتهم الشرائية، وهذا الأمر يُشبه توكيل مهمة توصيل رسالتك إلى شخص مقرب من جمهورك يعرفهم جيدًا ويتحدث لغتهم، وتعتبر حملة “#OrangeSponsorsYou” والتي أطلقتها Orange France خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2016 التي أقيمت في فرنسا خير مثال على ذلك فقد استهدفت الحملة جيل الألفية والشباب المهتمين بكرة القدم، واستخدمت مزيجًا من المؤثرين الرياضيين والكوميديين والشخصيات المؤثرة على يوتيوب بهدف زيادة الوعي بالعلامة التجارية كراعي رسمي للبطولة، وزيادة التفاعل مع الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيع استخدام خدمات Orange خلال البطولة.
وقد حققت الحملة نجاحًا كبيرًا، إذ زادت نسبة التفاعل مع حسابات Orange على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل ملحوظ، وارتفع عدد المشتركين في خدماتها خلال فترة البطولة، كما ساهمت الحملة في تعزيز صورة Orange كعلامة تجارية شبابية مبتكرة.
6- التسويق باستخدام البيانات التنبؤية (Predictive Analytics)
ماذا لو كانت شركتك قادرة على قراءة المستقبل وتوقع احتياجات العملاء بدقة مذهلة! هذا هو بالضبط ما يقدمه التسويق باستخدام البيانات التنبؤية (Predictive Analytics)، الفكرة ببساطة هي أنك تستفيد من البيانات الضخمة التي تجمعها شركتك عن عملائك، مثل أنماط الاستخدام والتفضيلات وحتى الأوقات التي يتفاعلون فيها أكثر لتتوقع احتياجاتهم المستقبلية وتصمم عروضًا خاصة تلبي هذه الاحتياجات، على سبيل المثال إذا كنت تدير شركة اتصالات ولاحظت أن شريحة معينة من العملاء تتجاوز استخدام باقة الإنترنت الخاصة بهم في نهاية الشهر يمكنك أن تعرض عليهم ترقية مخصصة لهم في الوقت المناسب بدلًا من انتظارهم للشكوى أو تغيير المزود.
وما يجعل هذه الطريقة استثنائية هو أنها لا تعتمد على التخمين بل على قوة الأرقام والأنماط، فتخيل تأثير مثل هذه الاستراتيجية على مستوى رضا عملائك! الأمر يشبه أن تقول لكل عميل نحن نهتم بك ونفهمك أكثر مما تتوقع، وهذا يخلق ولاءً طويل الأمد ويميز شركتك عن المنافسين، وبهذا الأسلوب ستتمكن ليس فقط من تحقيق أهدافك التسويقية بل أيضًا من تقديم تجربة عملاء لا تُنسى.
7- التفاعل مع العملاء عبر الذكاء الاصطناعي
الدردشة التفاعلية (Chatbots) تتيح لك التواصل مع عملائك بشكل فوري وذكي، وهذا يمنحهم تجربة مخصصة تعكس اهتمامك باحتياجاتهم، على سبيل المثال إذا بحث أحد العملاء عبر موقعك الإلكتروني عن باقة إنترنت تناسب الألعاب، يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي تحليل بياناته السابقة وتفضيلاته لتقديم اقتراح يناسب احتياجاته بدقة، بالإضافة إلى ذلك تمتلك هذه الأنظمة القدرة على تحليل ردود العملاء والتعلم منها باستمرار لتحسين الإجابات وتقديم حلول أكثر دقة وكفاءة مع مرور الوقت.
المصادر:
https://www.webfx.com/industries/tech/telecommunications/
https://smallbusiness.chron.com/marketing-plan-telecommunications-24791.html
https://www.novatiq.com/telecom-marketing-strategies-turbocharge-marketing-reach-customers/
https://eternalmgmtgroup.com/what-makes-a-good-marketing-plan-for-a-telecommunications-company/
https://www.stc.com.sa/content/dam/stc/stc-annual-report-2023/ar/financial-statements.html
https://www.t-mobile.com/news/business/t-mobile-q3-2024-earnings