![](https://egyplans.com/wp-content/uploads/2025/02/تصنيف-المنتجات-في-التسويق.jpg)
هل سبق لك أن اشتريت منتجًا لم تخطط له لمجرد أنك وجدته في المكان المناسب؟ هذه بالتأكيد ليست صدفة بل هي نتيجة مباشرة لتصنيف المنتجات في التسويق والذي يؤثر بشكل غير مباشر على قرارات الشراء، فعندما يتم تنظيم المنتجات بشكل مدروس يصبح التسوق أكثر سلاسة ويجد العملاء ما يحتاجونه، وأحيانًا أكثر مما توقعوا. وفي هذا المقال، سنكتشف كيف يمكن لتصنيف المنتجات أن يكون الأداة السرية وراء نجاح العلامات التجارية وتفوقها في السوق.
ما هو تصنيف المنتجات في التسويق؟
تصنيف المنتجات هو عملية تقسيم المنتجات إلى مجموعات وفئات مختلفة بناءً على خصائص مشتركة، مثل نوع المنتج والعلامة التجارية والسعر والاستخدام، وهذا التصنيف يساعد الشركات على تنظيم منتجاتها بشكل منطقي وتحديد الفئات المستهدفة لكل منتج وتطوير استراتيجيات تسويقية فعالة، كما يساعد المستهلكين على العثور على المنتجات التي يحتاجونها بسهولة وسرعة واتخاذ قرارات شراء مستنيرة.
لماذا يعتبر تصنيف المنتجات مهم بالنسبة للشركات واصحاب المشروعات؟
1- تصميم حملات تسويقية ذكية ومؤثرة
لنقول أنك تروج لمنتج فريد من نوعه مثل ساعة فاخرة، هل ستستخدم نفس الأسلوب الذي تروج به لمعجون الأسنان؟ بالطبع لا، إذًا تصنيف المنتجات يساعدك على تحديد الأسلوب التسويقي المناسب لكل نوع من المنتجات، على سبيل المثال المنتجات اليومية مثل الأطعمة والمشروبات تحتاج إلى حملات واسعة الانتشار وعروض مغرية، بينما تعتمد المنتجات الفاخرة على الإعلانات الحصرية وقصص العلامة التجارية التي تخلق شعورًا بالتميز، وهذا التصنيف الذكي يجعل كل إعلان أكثر تأثيرًا.
قد يهمك: أفكار حملات إعلانية في السعودية تحقق لك النجاح
2- تحسين استراتيجيات التسعير
كيف تحدد سعر منتجك؟ هل تعتمد على الحدس أم أن هناك منهجية واضحة؟ السر يكمن في تصنيف المنتج فمثلًا، المنتجات التي يقارنها العملاء قبل الشراء مثل الهواتف الذكية تحتاج إلى استراتيجية تسعير تنافسية، بينما المنتجات النادرة أو المتخصصة مثل العطور الفاخرة يمكن تسعيرها بأسعار مرتفعة نظرًا للطلب الحصري عليها، ووفقًا لدراسة فإن استخدام استراتيجيات التسعير بناءً على تصنيف المنتجات يمكن أن يزيد الأرباح بنسبة 5-10% دون الحاجة إلى زيادة المبيعات.
3- إدارة المخزون بذكاء
سوء إدارة المخزون يكلف الشركات مليارات الدولارات سنويًا، وبالتالي تصنيف المنتجات يساعدك في التنبؤ بالطلب والتحكم في مستويات المخزون، فمثلًا نجد أن المنتجات ذات الطلب اليومي مثل الألبان تحتاج إلى مخزون مستمر، بينما المنتجات الموسمية مثل الزينة الاحتفالية يمكن تخزينها بكميات أقل حسب المواسم، ووفقًا لتقرير فإن الشركات التي تعتمد على تصنيف المنتجات في إدارة المخزون تقلل من تكاليف التخزين بنسبة 20% وتقلل من احتمالية نفاذ المنتجات بنسبة 30%.
4- تحسين تجربة العملاء
لا شيء يزعج العميل أكثر من قضاء وقت طويل في البحث عن منتج معين، والتصنيف الجيد للمنتجات يجعل عملية التسوق أكثر سهولة وسلاسة، خذ مثالًا على ذلك المتاجر الإلكترونية التي تعتمد على تصنيفات واضحة للمنتجات مثل إلكترونيات وأزياء وأدوات منزلية وغيرها تساعد العملاء على الوصول لما يحتاجونه بسرعة، ليس هذا فقط فتحسين تجربة البحث والتصنيف في المتاجر الإلكترونية يزيد من معدلات التحويل بنسبة 35%.
5- تسهيل اتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات الحقيقية
في عصر البيانات الضخمة لا مكان للقرارات العشوائية، وتنظيم المنتجات يوفر لك معلومات دقيقة عن أداء كل فئة من المنتجات وهذا يساعدك في اتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة، فمثلًا إذا لاحظت أن فئة منتجات العناية بالبشرة تحقق أعلى مبيعات عندها يمكنك استثمار المزيد من الميزانية التسويقية في هذه الفئة لتحقيق أقصى استفادة، وفي تقرير من Gartner أشار إلى أن الشركات التي تعتمد على بيانات تصنيف المنتجات في قراراتها التسويقية تحقق نموًا في المبيعات بنسبة 25% مقارنة بالمنافسين الذين يعتمدون على الحدس فقط.
كيفية تصنيف المنتجات بفعالية لزيادة المبيعات
هل فكرت يومًا في السبب الذي يجعلك تنجذب إلى متاجر معينة بينما تتجاهل أخرى؟ السر يكمن في تصنيف المنتجات، فعندما يكون كل شيء مرتبًا بشكل واضح وسهل الوصول يشعر العملاء بالراحة ويجدون ما يبحثون عنه بسرعة ما يزيد من احتمالية الشراء، ولتصنيف منتجاتك بمنهجية لجذب المزيد من العملاء وزيادة مبيعاتك، اتبع الخطوات التالية:
1- اكتشف ماذا يريد عملائك حقًا
ابدأ بتحليل تفضيلات العملاء وسلوكياتهم الشرائية واستخدم البيانات لتحديد المنتجات الأكثر طلبًا، وحاول تحديد المشاكل التي يواجهونها وكيف يمكن لمنتجاتك أن تقدم حلولًا لها، فكلما تعمقت في فهم جمهورك كلما تمكنت من تصميم نظام تصنيف يلبي احتياجاتهم ويسهل عليهم العثور على ما يبحثون عنه.
2- سهّل رحلة العميل بتصنيفات واضحة
التسوق يجب أن يكون تجربة ممتعة وليس تحديًا معقدًا، وعندما يكون تقسيم المنتجات واضحًا يشعر العملاء بأنهم في متجر مصمم خصيصًا لهم، لهذا احرص على تقسيم منتجاتك إلى فئات رئيسية ثم إلى فئات فرعية بناءً على خصائصها واستخداماتها لمساعدة العملاء على التنقل بسهولة بحيث يتمكن العميل من الوصول إلى ما يحتاجه بأقل عدد من النقرات، فعلى سبيل المثال يمكن لمتجر الأزياء أن يقسم منتجاته إلى ملابس رجالية وملابس نسائية، ثم يضيف فئات فرعية مثل أحذية وإكسسوارات وجوارب، وتشير الدراسات إلى أن المتاجر التي تفتقر إلى تصنيفات واضحة تفقد 35% من مبيعاتها المحتملة بسبب إحباط العملاء، لذا لا تجعلهم يبحثون طويلًا واجعل المتجر يتحدث بلغتهم.
3- قدم اقتراحات ذكية تزيد من مبيعاتك
لا تتوقف عند بيع منتج واحد بل فكر في ما قد يحتاجه العميل مع هذا المنتج، فإذا اشترى أحدهم هاتفًا جديدًا لماذا لا تقترح عليه غلافًا واقيًا أو سماعات عالية الجودة؟ وهذه الاستراتيجية معروفة بالبيع المتقاطع (Cross-Selling) وتستخدمها العديد من المتاجر الكبرى لترفع متوسط قيمة المشتريات وتحسن تجربة العميل.
4- حسّن أوصاف المنتجات وخصائصها
أوصاف المنتجات ليست مجرد تفاصيل وإنما هي أداة إقناع قوية، فعندما يقرأ العميل وصفًا غنيًا بالمعلومات عن المنتج يشعر بالثقة في اتخاذ قرار الشراء، لهذا اجعل أوصافك تتحدث عن الفوائد وليس فقط المواصفات، فبدلًا من حقيبة جلدية سوداء اجعلها حقيبة أنيقة من الجلد الطبيعي تجمع بين الفخامة والعملية ومثالية للاستخدام اليومي والسفر.
5- استخدم الكلمات المفتاحية بشكل مؤثر
استخدام الكلمات المفتاحية بشكل فعال في تصنيفات منتجاتك وأوصافها يعتبر عاملاً حاسمًا لضمان ظهور منتجاتك في نتائج البحث وجذب العملاء المحتملين، ولكي تختار الكلمات المفتاحية المناسبة عليك أن تفكر كعميل وأن تتساءل ما هي الكلمات التي ستستخدمها أنت شخصيًا للبحث عن منتجات مشابهة؟ وهل ستركز على نوع المنتج أو العلامة التجارية أو المميزات أو الاستخدام؟
بجانب ذلك، يمكنك أيضًا الاستعانة بأدوات البحث المتوفرة عبر الإنترنت لتحليل حجم البحث عن الكلمات المفتاحية المختلفة وتحديد الكلمات الأكثر صلة بمنتجاتك، فإذا كنت تبيع فساتين سهرة يمكنك استخدام كلمات مفتاحية مثل (فساتين سهرة)، (فساتين حفلات)، (فساتين سهرة طويلة)، وقم بتضمين هذه الكلمات في أماكن استراتيجية مثل أسماء الفئات الفرعية وأوصاف المنتجات وعناوين الصفحات وحتى في الصور (في العلامات البديلة).
6- اعتمد على البيانات لتطوير استراتيجيتك باستمرار
العالم يتغير وكذلك تفضيلات العملاء، فلا تتوقف عند تصنيف معين ولكن تابع بيانات المبيعات وحلل ردود فعل العملاء ثم قم بتحسين الفئات باستمرار، فربما تجد أن فئة معينة تحصل على عدد زيارات مرتفع لكن مبيعاتها منخفضة، وهنا قد يكون الحل في تعديل طريقة العرض أو تحسين الأوصاف أو تعديل الأسعار، فالتحليل بشكل دوري يمنحك القدرة على تطوير استراتيجياتك بما يتناسب مع متطلبات السوق ويضمن لك الاستمرار في جذب العملاء وتحقيق الأرباح.
ما هي خصائص المنتجات؟
ربما تكون قد تساءلت يومًا عن ما هي العوامل التي تدفعك لاقتناء منتج معين دون سواه، والحل يتمركز في خصائص المنتج، فهي بمثابة الهوية التي تميزه وتجعله فريدًا في عالم المنافسة، ويمكن تقسيم خصائص المنتجات إلى عدة أنواع ولكل منها دور هام في تحديد جودة المنتج وقيمته في نظر المستهلك، فلنستعرض هذه الخصائص معًا:
1- الجودة
تخيل أنك اشتريت هاتفًا جديدًا لكنه تعطل بعد أسابيع قليلة، بالتأكيد لن تفكر في شراء نفس العلامة التجارية مرة أخرى أليس كذلك؟ إذًا الجودة هي معيار أساسي لتقييم المنتجات وهي تعكس مدى جودة المواد المستخدمة في التصنيع وجودة الصناعة والالتزام بالمعايير القياسية، وتبدأ الجودة بالمواد المستخدمة في تصنيع المنتج والتي يجب أن تكون عالية الجودة وتتحمل الاستخدام وتدوم لفترة طويلة لضمان رضا العملاء وخلق ولاءً طويل الأمد لعلامتك التجارية، لذا لا تجعل الجودة خيارًا بل اجعلها قاعدة أساسية.
2- الوظيفة
وتشمل الوظيفة عدة جوانب مترابطة، تبدأ بالوظيفة الأساسية التي يجب أن يؤديها المنتج بفعالية، بعد ذلك تأتي الموثوقية وهي قدرة المنتج على العمل باستمرار دون أعطال أو مشاكل، أما المتانة فهي قدرة المنتج على تحمل الاستخدام الشاق والظروف المختلفة دون أن يتلف أو يتآكل، فالمنتج المتين يستطيع أن يصمد أمام التحديات ويبقى في حالة جيدة لفترة طويلة، وأخيرًا الكفاءة وهي قدرة المنتج على تحقيق أفضل النتائج بأقل استهلاك للموارد، سواء كانت طاقة أو وقت أو جهد.
3- التصميم والجاذبية البصرية
نظرة واحدة قد تكون كافية لتحديد ما إذا كان المستهلك سيشتري المنتج أم لا، فالتصميم الجذاب لا يقتصر فقط على المظهر الجميل وإنما يشمل أيضًا البساطة والراحة في التعامل، خذ مثالًا على ذلك تصميم سيارات Tesla والتي تجمع بين الشكل الأنيق والتكنولوجيا المتطورة وهذا الأمر جعلها من أكثر السيارات المرغوبة عالميًا، ووفقًا للإحصائيات فإن المنتجات ذات التصميم المميز يمكنها تحقيق أسعار أعلى بنسبة تصل إلى 20% مقارنة بالمنتجات العادية.
قد يهمك: تصميم غلاف منتج غذائي جذاب وعصري
4- سهولة الاستخدام
كم مرة اشتريت جهازًا إلكترونيًا معقد الاستخدام فشعرت بالإحباط وتوقفت عن استخدامه؟ سهولة الاستخدام أصبحت اليوم من أهم العوامل التي تحدد نجاح المنتج في السوق، وأحد أسباب نجاح هواتف آيفون هو بساطة نظام التشغيل وسلاسته ما يجعلها الخيار المفضل للملايين حول العالم، ودراسة من Nielsen Norman Group أوضحت أن تحسين سهولة الاستخدام يمكن أن يزيد معدلات التحويل بنسبة 83%.
5- الابتكار
المنتجات الناجحة ليست مجرد نسخ مكررة لما هو موجود ولكن أن تأتي بابتكارات تحدث فرقًا حقيقيًا، خذ مثالًا على ذلك ساعات Apple الذكية فقد حولت مفهوم الساعات التقليدية إلى أدوات متكاملة تجمع بين الصحة والتكنولوجيا والتواصل، وهذا الابتكار أدى إلى نجاح مذهل في السوق.
6- الاستدامة
مع تزايد الوعي البيئي لم يعد المستهلك يبحث فقط عن منتج جيد وإنما يريد أيضًا منتجًا يحترم البيئة، وقد أظهرت دراسة أجرتها Nielsen أن 73% من المستهلكين حول العالم مستعدون لتغيير عاداتهم الشرائية لدعم المنتجات الصديقة للبيئة، لذلك إذا كنت تريد أن يظل منتجك في المقدمة اجعل الاستدامة جزءًا من استراتيجيتك.
7- السعر
السعر هو العامل الحاسم الذي يؤثر على قرار الشراء، فالمستهلك يبحث عن المنتجات التي تقدم قيمة عالية مقابل السعر المدفوع، ويجب أن يكون السعر عادلاً ويتناسب مع قيمة المنتج وجودته، وأن يكون المنتج قادرًا على تلبية احتياجات المستهلك وتوفير قيمة مضافة له حتى يكون السعر مبررًا.
مستويات المنتجات
عندما نتحدث عن المنتجات فإننا لا نشير فقط إلى الشيء المادي الذي نراه أو نلمسه، فهناك مستويات متعددة للمنتج تتجاوز مظهره الخارجي، وهذه المستويات تساعدنا على فهم المنتج بشكل أعمق وتحديد قيمته بالنسبة للمستهلك، ويمكن تقسيم المنتجات إلى خمس مستويات وفقًا لنموذج فيليب كوتلر، وهم:
1- الفائدة الأساسية (Core Benefit)
في قلب كل منتج تكمن الفائدة الرئيسية التي يقدمها للمستهلك، وهو الحاجة أو الرغبة الأساسية التي يسعى المستهلك لإشباعها والسبب الرئيسي الذي يدفعه لشراء المنتج، على سبيل المثال عندما يشتري شخص سيارة فإن المنتج الأساسي ليس مجرد قطعة من المعدن والإطارات، بل هو الحاجة إلى التنقل والوصول إلى الأماكن المختلفة بسهولة وسرعة، وعندما يشتري شخص هاتفًا ذكيًا فإن المنتج الأساسي ليس الجهاز نفسه ولكن الحاجة إلى التواصل مع الآخرين والبقاء على اتصال بالعالم من حوله، وفهم هذه الفائدة يجعلك قادرًا على التركيز على ما يهم العميل حقًا.
2- المنتج العام (Generic Product)
وهو النسخة الأساسية من المنتج التي تتضمن الخصائص والميزات الأساسية التي تلبي الحاجة الأساسية للمستهلك، بمعنى أنه المنتج الذي يلبي الحد الأدنى من توقعات المستهلك ولا يتضمن أي إضافات أو مميزات خاصة، على سبيل المثال السيارة في مستوى المنتج العام قد تتضمن مقاعد أساسية ومحرك وناقل حركة، ولكنها قد لا تتضمن ميزات مثل نظام التكييف أو نظام الصوت، والهاتف الذكي في مستوى المنتج العام قد يشمل شاشة ملونة وإمكانيات اتصال أساسية ولكنه قد لا يحتوي على كاميرا عالية الدقة أو تطبيقات متطورة، وإدراك هذا المستوى يساعدك في تحديد الحد الأدنى من المتطلبات التي يجب أن يوفرها منتجك.
3- المنتج المتوقع (Expected Product)
المنتج المتوقع هو المنتج الذي يلبي توقعات المستهلك الأساسية ويتضمن بعض الإضافات التي تجعل تجربة الاستخدام أكثر راحة وسهولة، فعلى سبيل المثال السيارة في مستوى المنتج المتوقع قد تتضمن مقاعد مريحة ونظام تكييف ونظام صوت، والهاتف الذكي قد يتضمن شاشة ملونة وكاميرا وتطبيقات أساسية.
4- المنتج المعزز (Augmented Product)
هو المنتج الذي يتجاوز توقعات المستهلك ويقدم قيمة إضافية له، ويتضمن ميزات إضافية وخدمات تجعله مميزًا عن المنتجات الأخرى وتمنحه ميزة تنافسية، فالسيارة في مستوى المنتج المعزز قد تكون مزودة بتقنيات متطورة مثل نظام المساعدة على القيادة ونظام التحكم في الثبات، والهاتف الذكي قد يكون مزودًا بميزات مثل التعرف على الوجه ومقاومة الماء والغبار.
5- المنتج المحتمل (Potential Product)
في هذا المستوى يُنظر إلى المنتج من منظور التطورات التي يمكن أن تحدث عليه في المستقبل، متضمنًا أفكارًا وتقنيات جديدة ومبتكرة قد تغير طريقة استخدامنا للمنتجات في المستقبل، على سبيل المثال السيارة في مستوى المنتج المحتمل قد تكون ذاتية القيادة بالكامل، والهاتف الذكي قد يكون مزودًا بتقنيات الواقع المعزز التي تسمح لنا بالتفاعل مع العالم الرقمي بطرق جديدة، وبالتالي التفكير المستقبلي يمنحك قيمة فريدة لأنه يتيح لك البقاء في طليعة الابتكار وتلبية توقعات العملاء قبل أن يطلبوها.
استراتيجيات تسويق المنتج
في عالم التسويق النجاح لا يأتي من مجرد تقديم منتج جيد وإنما من تقديمه بالطريقة الصحيحة التي تجعل العملاء يشعرون بأنه الحل الأمثل لهم، وإذا كنت تتطلع للتميز في السوق وجذب الانتباه، فإليك خمس استراتيجيات مبتكرة ستساعدك على الوصول لهذا الهدف:
1- استراتيجية التسويق الشامل (Mass Marketing)
إذا كنت تريد أن يصل منتجك إلى الجميع دون استثناء فالتواجد في مكان واحد فقط لا يكفي، فيجب أن تكون هناك في كل مكان يذهب إليه جمهورك، سواء على وسائل الإعلام الجماهيرية مثل التلفزيون والراديو والصحف ولوحات الإعلانات الضخمة بهدف جعل اسم علامتك التجارية مألوفًا لكل شخص بغض النظر عن اهتماماته واحتياجاته، وتستخدم شركة كوكاكولا استراتيجية التسويق الشامل للوصول إلى ملايين المستهلكين حول العالم فهي تعتمد على الإعلانات التلفزيونية والإعلانات الخارجية والرعاية الرياضية للوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور، فأنت عندما تسير في الشارع تجد إعلانًا لها ثم تعود للمنزل وتشاهد إعلانًا آخر لها على التلفاز ثم تتصفح هاتفك لتجد نفس العلامة تظهر أمامك، وهذا هو التسويق الشامل في أوج قوته.
قد يهمك: استراتيجية تسويق منتج جديد في ظل المنافسة
2- استراتيجية التسويق المتمايز (Differentiated Marketing)
ليس كل الناس متشابهين، أليس كذلك؟ بعضهم يبحث عن الفخامة بينما يهتم آخرون بالسعر الاقتصادي، هنا يأتي دور التسويق المتمايز من خلال تقسيم جمهورك إلى شرائح مختلفة وتقديم لكل منها عرضًا يناسب احتياجاتها، وبهذه الطريقة يمكنك جذب فئات متنوعة دون أن تفقد هويتك، وشركات السيارات مثل تويوتا وهوندا تتبنى هذه الاستراتيجية بذكاء حيث تقدم سيارات اقتصادية للشباب وعائلية للآباء ورياضية لعشاق المغامرة مما يجعلها قادرة على التوسع في أكثر من سوق دون التضحية بجودة رسالتها التسويقية.
3- استراتيجية التسويق المركز (Concentrated Marketing)
إذا كنت تمتلك منتجًا أو خدمة تلبي احتياجات فئة محددة جدًا فبدلًا من محاولة الوصول إلى الجميع يمكنك التركيز على هذه الشريحة فقط وتلبية احتياجاتها بشكل كامل، وهذه الاستراتيجية تساعدك في بناء علاقة قوية مع عملائك وتحقيق أرباح عالية، والشركات التي تبيع المنتجات العضوية غالبًا ما تستند إلى هذه الاستراتيجية عبر استهداف الأشخاص المهتمين بالصحة والبيئة بمنتجات عالية الجودة تتماشى مع أسلوب حياتهم.
4- استراتيجية التسويق المتخصصة (Niche Marketing)
بعض الأسواق صغيرة جدًا بحيث لا تناسبها استراتيجية التسويق العام أو حتى المتمايز، وهنا يظهر مفهوم التسويق المتخصص بمعنى إذا كنت تستطيع تقديم منتج أو خدمة تلبي احتياجًا نادرًا، فستصبح الخيار الأول وربما الوحيد للعملاء المهتمين، فعلى سبيل المثال شركة متخصصة في صناعة الأحذية الرياضية المخصصة لعدائي الماراثون فقط، وبالرغم من كونه ليس سوقًا كبيرًا مثل الأحذية الرياضية العادية لكنه سوق مخلص يبحث عن أعلى جودة وتجربة مثالية، وهذا يجعل هذه الشركات تحقق أرباحًا مرتفعة رغم قلة المنافسة.
5- استراتيجية التسويق بالعلاقات (Relationship Marketing)
إذا كنت تعتقد أن البيع ينتهي بمجرد شراء العميل للمنتج، فأنت بذلك تفقد فرصة ذهبية لبناء علاقة مع عميلك، فالتسويق بالعلاقات يعتمد على بناء اتصال مستمر مع العملاء لجعلهم يعودون للشراء مرة بعد أخرى من خلال تقديم خدمة عملاء استثنائية وبرامج ولاء وتجارب مخصصة وبالتالي يمكنك تحويل العميل العادي إلى سفير لعلامتك التجارية، وتعتبر أمازون وApple من أبرز الشركات التي تطبق هذه الاستراتيجية ببراعة سواء عبر برامج الاشتراك مثل Amazon Prime أو دعم العملاء المتميز في متاجر Apple.
أمثلة عملية لتصنيف المنتجات في الشركات الناجحة
الشركات الكبرى لا تصنف منتجاتها عشوائيًا وإنما تتبع استراتيجيات متميزة تعكس احتياجات العملاء وتؤثر في قرارات الشراء لدفع المبيعات إلى مستويات غير مسبوقة، وفيما يلي كيفية تصنيف الشركات الناجحة لمنتجاتها:
1- شركة Amazon
هل لاحظت يومًا أنك دخلت أمازون لشراء منتج واحد وخرجت بسلة مليئة بالمشتريات؟ السر في ذلك هو نظام التصنيف المتقن، فأمازون تقسم منتجاتها إلى فئات رئيسية وفرعية بشكل يسهل البحث ويحفز على الاستكشاف، ليس هذا فقط ولكنها أيضًا تعتمد على البيانات الضخمة لتقديم اقتراحات ذكية، مثل (العملاء الذين اشتروا هذا المنتج اشتروا أيضًا…)، وهذا يزيد من فرص إتمام عمليات الشراء المتعددة في زيارة واحدة، وهذه الاستراتيجية ليست عبثية إذ تشير تقارير إلى أن 35% من مبيعات أمازون تأتي من التوصيات الذكية مما يبرهن على قوة التصنيف المدروس في تعزيز الأرباح.
2- شركة Coca-Cola
(كوكاكولا) لا تصنف منتجاتها على أنها مجرد مشروبات غازية ولكن تضعها في فئة السلع الاستهلاكية السريعة (Fast-Moving Consumer Goods)، أي المنتجات التي تُشترى بشكل متكرر ودون تفكير طويل، لهذا السبب ستجد عبوة كوكاكولا باردة وجاهزة في كل مكان من السوبر ماركت إلى ماكينات البيع وحتى المطاعم الصغيرة، وهذا التصنيف جعل مشروب كوكاكولا هو الأشهر عالميًا بمعدل استهلاك 1.9 مليار عبوة يوميًا، وبالتالي انتشارها ليس مجرد صدفة وإنما نتيجة لتصنيف ذكي يركز على الانتشار الواسع والتواجد في اللحظات التي يحتاج فيها المستهلك إلى قرار شراء سريع.
3- شركة Apple
عندما تطلق آبل هاتفًا جديدًا تجد طوابير انتظار طويلة أمام متاجرها رغم أن الأسواق مليئة بالهواتف الذكية المنافسة، فما السر وراء ذلك؟ آبل تصنف منتجاتها ضمن فئة المنتجات المتخصصة (Specialty Products)، وتعتمد آبل على تصنيف واضح لمنتجاتها ضمن خطوط منفصلة مثل iPhone وiPad وMacBook وApple Watch، ولكل خط خصائص تميزه عن الآخر، ومن خلال التركيز على العلامة التجارية القوية والتجربة الفريدة والميزات المبتكرة نجحت آبل في خلق ولاء استثنائي بين العملاء، وهذا يظهر في أرقامها فقد بلغت إيرادات آيفون وحدها في الربع الأخير من 2023 أكثر من 69 مليار دولار.
4- شركة بروكتر آند جامبل (P&G)
تستخدم بروكتر آند جامبل استراتيجية تعدد العلامات التجارية، حيث تصنف منتجاتها الواسعة ضمن علامات تجارية منفصلة تستهدف احتياجات مستهلكين محددين، فعلى سبيل المثال تقدم في قطاع العناية الشخصية علامة Pantene للعناية بالشعر، بينما تركز Gillette على منتجات العناية بالرجل، وهذا التصنيف الدقيق سمح لها بتوجيه استراتيجياتها التسويقية نحو فئات مستهلكين مختلفة بشكل يزيد من انتشارها في الأسواق.
5- شركة ستاربكس (Starbucks)
تنظم ستاربكس منتجاتها ضمن فئات رئيسية تشمل المشروبات والوجبات الغذائية والمنتجات الترويجية، وضمن فئة المشروبات هناك تصنيفات فرعية مثل القهوة الساخنة والشاي المثلج والمشروبات المثلجة والتي تسهل على العملاء تصفح القائمة واختيار المشروبات التي تناسبهم، وهذه البنية التنظيمية ساهمت في تحسين تجربة العملاء وتعزيز ولائهم للعلامة التجارية.
قد يهمك : مثال على تسويق منتج غذائي
كيفية إدارة فئات المنتجات المختلفة
لنفترض أنك دخلت متجرًا ضخمًا ووجدت كل المنتجات مكدسة عشوائيًا ولا توجد لافتات إرشادية، بالتأكيد ستشعر بالإحباط، والآن تخيل متجرًا آخر حيث كل شيء مرتب بعناية والفئات واضحة بطريقة تجعلك تجد ما تحتاجه بسهولة بل وربما تكتشف منتجات لم تكن تفكر في شرائها، هذا بالضبط هو الفرق الذي تصنعه الإدارة الذكية لفئات المنتجات والتي يمكن أن تزيد مبيعاتك بشكل كبير، إذا قمت بتنفيذ الآتي:
1- تحديد الفئات
تحديد الفئات هو فن التصنيف الإبداعي للمنتجات من خلال بتحليل المنتجات وتحديد الخصائص المشتركة بينها لتجميعها في فئات محددة، فمثلًا إذا كنت تقوم بترتيب مكتبة ضخمة فهل ستضع الكتب بشكل عشوائي؟ بالطبع لا، ستقوم بتصنيفها حسب الموضوع أو المؤلف أو النوع لتسهيل البحث عنها، نفس الشيء ينطبق على المنتجات فالتصنيف الجيد يساعد العملاء على العثور على ما يبحثون عنه بسهولة ويساعدك على فهم طبيعة منتجاتك بشكل أفضل.
2- تبسيط تشكيلة المنتجات
كلما زادت الفئات غير الضرورية زاد ارتباك العملاء، فكر في متجر ملابس يحتوي على تصنيفات مثل ملابس رجال وملابس نساء، ثم فجأة تجد فئات إضافية مثل ملابس خفيفة وملابس للنزهات تجعل العميل يضيع بين الخيارات، إذًا الأفضل هو جعل التصنيفات واضحة وسهلة التصفح كما فعلت سلسلة متاجر Coles عندما قللت عدد المنتجات بنسبة 10% للتركيز على الفئات الأكثر أهمية لعملائها مما ساعدها على تحسين تجربة التسوق وزيادة المبيعات.
3- الاستفادة من البيانات في اتخاذ القرارات
ما رأيك لو أخبرتك أن إدارة فئات المنتجات لا تتوقف عند مجرد تقسيم المنتجات إلى مجموعات، فكل منتج يجب أن يكون له بيانات واضحة مثل المواصفات والاستخدامات والسعر مقارنة بالمنافسين، وهذا لا يساعد العملاء فقط بل يسمح لك أيضًا باتخاذ قرارات مستنيرة حول التسعير والمخزون، فلو كنت تدير متجرًا إلكترونيًا وقمت بتحليل بياناتك واكتشفت أن بعض المنتجات ذات المواصفات غير الواضحة تعاني من معدلات إرجاع عالية، فماذا ستفعل؟ كل ما عليك فعله هو تعزيز وصف المنتج وأضافة صورًا تفاعلية وسترى الفرق في المبيعات فورًا.
4- تطوير استراتيجيات لكل فئة
بعد تقسيم المنتجات إلى فئات يجب تطوير استراتيجيات تسويقية مخصصة لكل فئة، وتبدأ هذه العملية بتحديد دقيق للجمهور المستهدف لكل فئة وفهم احتياجاته ورغباته بعمق، و بناءً على هذا الفهم قم بتطوير مزيج تسويقي متكامل يتضمن المنتج المناسب بخصائصه الجذابة والسعر المحدد بعناية وقنوات التوزيع المثالية وأساليب الترويج الناجحة، واحرص على أن تتناسق جميع عناصر هذا المزيج لتحقيق أفضل النتائج.
5- تنفيذ الاستراتيجيات
بعد وضع الخطط والاستراتيجيات تأتي مرحلة التنفيذ الحاسمة حيث يتم تحويل هذه الأفكار إلى واقع ملموس، وهذا الأمر يشبه بناء منزل؛ فالتصاميم وحدها لا تكفي وإنما يجب البدء في البناء الفعلي، وللتنفيذ ينبغي عليك وضع خطة عمل مفصلة تحدد المهام والمسؤوليات والموارد المطلوبة وتحدد مؤشرات أداء رئيسية لقياس التقدم، كما يجب توفير الموارد اللازمة وتدريب فريق العمل وضمان التواصل الفعال بين جميع الأطراف المعنية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
6- التقييم المستمر هو مفتاح التطور
ما لا تتم مراقبته لا يمكن تحسينه، فلا تقع في فخ الاعتقاد بأن هيكلة فئات المنتجات عملية تتم مرة واحدة ثم تُنسى، راجع الأداء بانتظام لمعرفة أي الفئات تحقق مبيعات جيدة وأيها يحتاج إلى تعديل أو دمج، وذلك باستخدام أدوات التحليل لاكتشاف الفرص وزيادة كفاءة التصنيفات، فالشركات التي تتابع فئات منتجاتها باستمرار تكون أكثر قدرة على التكيف مع تغيرات السوق بسرعة وهذا يمنحها ميزة تنافسية قوية.
أفضل الأدوات والتقنيات لتحليل وتصنيف المنتجات
في سوق اليوم المدفوع بالبيانات يُعد تحليل وتصنيف المنتجات أمرًا ضروريًا لفهم سلوك العملاء وتعزيز أداء المنتجات، وهناك العديد من الأدوات والتقنيات المتقدمة التي يمكنها مساعدتك في الحصول على رؤى قابلة للتنفيذ، ومن أهمها:
1- أدوات تحليلات المنتجات المتقدمة
لتكون على دراية دقيقة بما يفعله العملاء مع منتجاتك، يجب أن تستخدم أدوات تحليلات متطورة مثل Google Analytics وMixpanel وAmplitude، فهذه الأدوات تمنحك رؤية مفصلة حول سلوك العملاء وتساعدك على تتبع كل خطوة يقوم بها العميل داخل متجرك الإلكتروني، و بفضلها تستطيع تحديد العقبات في مسار العميل وتحسين التجربة بشكل مستمر لزيادة احتمالات التحويل.
2- تقنية تحليل المشاعر (Sentiment Analysis)
فهم مشاعر العملاء تجاه منتجاتك هو عامل أساسي في تحسين استراتيجيات التسويق، وباستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل MonkeyLearn وLexalytics بإمكانك تحليل تعليقات العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي والمراجعات عبر الإنترنت لاستخراج رؤى حول رضاهم، فعلى سبيل المثال إذا أظهرت التحليلات أن العديد من العملاء يشتكون من خدمة ما بعد البيع فهذا يعني أن عليك تحسين هذه الخدمة فورًا لكسب ولائهم.
3- التحليل التنبؤي لاتجاهات السوق (Predictive Analytics)
إذا كنت تريد معرفة ما سيشتريه عملاؤك مستقبلاً، فبإمكانك استخدام التحليل التنبؤي الذي يعتمد على البيانات السابقة لتوقع الاتجاهات، وتساعدك أدوات مثل IBM Watson Analytics وSAP Predictive Analytics في تحليل أنماط الشراء ومساعدتك على اتخاذ قرارات مهمة، مثل تحديد الوقت المناسب لإطلاق منتج جديد أو تعديل الأسعار وفقًا للطلب المتوقع.
4- أدوات تحليل المنافسين لفهم السوق
لن تتمكن من تحسين منتجاتك دون معرفة ما يفعله المنافسون، وأدوات مثل SEMrush وSimilarWeb تتيح لك تحليل أداء المنافسين وفهم استراتيجياتهم التسويقية ومعرفة المنتجات الأكثر رواجًا لديهم حتى تستطيع تعديل استراتيجياتك لتتفوق عليهم في السوق.
5- تصنيف المنتجات باستخدام تقنيات التعلم الآلي (Machine Learning)
إذا كان لديك متجر إلكتروني يحتوي على مئات أو آلاف المنتجات فإن تنظيمها يدويًا قد يكون أمرًا معقدًا، وهنا يأتي دور تقنيات التعلم الآلي التي تعتمد عليها منصات مثل Amazon Personalize وBigML والتي تقوم بتصنيف المنتجات تلقائيًا بناءً على خصائصها وسلوك العملاء السابق، وهذا يساعدهم في تقديم توصيات مخصصة لكل مستخدم ما يزيد من فرص البيع.
6- طريقة KJ لتنظيم البيانات
إذا كان لديك كميات كبيرة من البيانات وتبحث عن طريقة لترتيبها وتنظيمها فإن طريقة KJ هي الحل المثالي، فهذه الطريقة تعتمد على تجميع المعلومات التي تشترك في نفس الخصائص ضمن مجموعات معينة بحيث يمكنك تحديد الأنماط الخفية التي يمكن أن تغير اتجاهاتك في تطوير المنتج.
كيف يؤثر تصنيف المنتجات على تحسين محركات البحث (SEO) لمتجرك الإلكتروني؟
لا يقتصر تصنيف المنتجات على التنظيم فحسب وإنما يعتبر مفتاحًا سحريًا لزيادة ظهور متجرك في محركات البحث، وفي الفقرة القادمة سنتعرف على كيفية حدوث ذلك:
1- تحسين بنية الموقع
عندما تنشئ فئات واضحة ومحددة لمنتجاتك فإنك تسهل على محركات البحث فهم هيكل موقعك، وهذا التنظيم يمكن عناكب البحث من الزحف بسهولة وفهرسة صفحاتك بنجاح مما يزيد من فرص ظهورك في نتائج البحث، وإذا كنت تمتلك متجر لبيع الإلكترونيات فإن تقسيم المنتجات إلى فئات مثل هواتف ذكية وأجهزة لوحية وملحقات يساعد محركات البحث على فهم محتوى موقعك بشكل أفضل.
2- تحسين تجربة المستخدم
تصنيف المنتجات بشكل منطقي يجعل رحلة العميل داخل متجرك أكثر سلاسة، فعندما يجد الزائر ما يبحث عنه بسرعة، تزداد احتمالية بقائه لفترة أطول وإجراء عملية شراء وهذا بدوره يؤثر إيجابًا على تصنيف موقعك في نتائج البحث؛ لأن محركات البحث تكافئ المواقع التي تقدم تجربة مستخدم ممتازة.
3- استهداف الكلمات المفتاحية
تصنيف المنتجات يمنحك القدرة على استهداف الكلمات المفتاحية المناسبة لكل فئة من المنتجات، فمثلًا إذا كنت تبيع الملابس الرياضية بوسعك إنشاء فئات فرعية مثل ملابس رياضية للرجال وملابس رياضية للنساء وأحذية رياضية، وهذا يسهل تحسين صفحات المنتجات لتظهر عند البحث عن كلمات محددة تمامًا كما لو كنت تضع علامة توضيحية على كل منتج في متجرك.
4- إنشاء روابط داخلية فعالة
عند تصنيف المنتجات وربطها بالفئات المناسبة فإنك تنشئ شبكة من الروابط الداخلية التي تسهل على محركات البحث فهم العلاقة بين الصفحات، وهذا يعزز من سلطة الصفحات ويساهم في تحسين ترتيبها في نتائج البحث.
5- تقليل المحتوى المكرر
التصنيف الجيد يساعد في تجنب إنشاء صفحات متعددة تحتوي على نفس المحتوى، وهذا يقلل من احتمالية وجود محتوى مكرر يؤثر سلبًا على ترتيب موقعك في محركات البحث.
ما هي عوامل تطوير المنتجات؟
تطوير المنتجات هو عملية حيوية تتطلب تنسيقًا دقيقًا بين عدة عوامل لضمان نجاح المنتج في السوق، ومن أبرز هذه العوامل ما يلي:
1- تحليل السوق بذكاء
قبل أن تطلق منتجك اسأل نفسك هل حقًا يحتاجه الناس؟ الشركات الكبرى لا تعتمد على الحدس فقط بل تستند إلى بيانات دقيقة، وفي دراسة حديثة أظهرت أن 42% من الشركات الناشئة تفشل بسبب عدم توافق المنتج مع احتياجات السوق، لذلك تجنب الوقوع تحت تأثير أنا متأكد أن فكرتي رائعة ولكن اجمع البيانات وحلل الاتجاهات واكتشف ماذا يريد العملاء حقًا، خذ شركة Netflix كمثال عندما أدركت أن المشاهدين يفضلون المشاهدة حسب الطلب حولت نموذج أعمالها بالكامل وحققت ثورة في عالم الترفيه.
قد يهمك : أمثلة عملية على السوق المستهدف وكيفية تحديده بدقة
2- تعزيز ثقافة الابتكار
هل تصدق أن 70% من المنتجات الجديدة تفشل خلال أول ثلاث سنوات؟ والسبب وراء ذلك هو التقليدية والافتقار إلى التميز، لذا عند تطوير أي منتج لا تكتفي بالسؤال كيف يمكنني صنعه ولكن فكر في كيف أجعله مختلفًا وأفضل، من خلال تشجيع فريقك على التفكير خارج الصندوق والبحث عن نقاط الضعف في المنتجات الحالية وابتكار حلولًا تجعل منتجك الخيار الأول للعملاء، وهذا ما فعلته شركة Dyson عندما كسرت قيود التصميم التقليدي للمكانس الكهربائية بابتكار تقنية الشفط بدون أكياس ما جعلها تتفوق في السوق.
3- كفاءة عمليات التطوير
قد يكون لديك فكرة عبقرية ولكن إذا استغرقت سنوات لتنفيذها فقد تصبح قديمة قبل أن تصل إلى السوق، والشركات الناجحة تعتمد منهجيات مثل Agile وLean حيث يتم اختبار المنتج وتطويره تدريجيًا بدلًا من الانتظار حتى يكون مثاليًا، والدراسات تشير إلى أن الشركات التي تستخدم منهجيات مرنة في التطوير تحقق نجاحًا أعلى بنسبة 58% مقارنة بالمنافسين التقليديين، لذا جرب واختبر وكن مستعدًا للتعديل بسرعة بدلًا من انتظار اللحظة المثالية التي قد لا تأتي أبدًا.
4- التخصيص الاستراتيجي للموارد
الشركات الرائدة تخصص 25% من إيراداتها للبحث والتطوير وهذا يمنحها ميزة تنافسية هائلة، انظر إلى شركة Tesla التي تنفق مليارات الدولارات على تطوير البطاريات وتحسين التكنولوجيا ما جعلها تتفوق في سوق السيارات الكهربائية.
5- الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة
الذكاء الاصطناعي قادر على تقليل وقت تطوير المنتجات بنسبة 30%، واليوم تستخدم كبرى الشركات أدوات تحليل البيانات والتصميم الذكي وحتى الطباعة ثلاثية الأبعاد لتسريع الإنتاج وتحسين الجودة، وفي عام 2022 استثمرت المملكة المتحدة والولايات المتحدة على التوالي 71 مليار جنيه إسترليني و886 مليار دولار في البحث والتطوير وهذا يعكس الأهمية المتزايدة للتكنولوجيا في تطوير المنتجات.
6- دعم الإدارة العليا
حتى أعظم الأفكار يمكن أن تفشل إذا لم تحظى بدعم الإدارة العليا، والشركات الناجحة تتميز بقادة يدعمون الابتكار ويوجهون الموارد نحو تحقيق الأهداف، والمشاريع التي تحظى بدعم قوي من القيادة لديها فرصة نجاح أعلى بنسبة 75%.
ما هي المعايير التي يجب مراعاتها عند تصنيف المنتجات؟
التصنيف ليس مجرد وضع ملصق على منتج، ولكنه أداة تسويقية قوية تساعد الشركات على فهم السوق وتوجيه جهودها التسويقية والإنتاجية بكفاءة، وعند تصنيف المنتجات هناك معايير رئيسية يجب مراعاتها لضمان دقة التصنيف، ومن أهمها:
1- طبيعة الاستخدام
المنتجات تُصنف عادةً بناءً على استخدامها النهائي فهناك منتجات استهلاكية يشتريها الأفراد للاستخدام الشخصي مثل الملابس والهواتف، وهناك منتجات صناعية تستخدم في عمليات الإنتاج مثل الآلات والمواد الخام، ويساعد هذا التقسيم في تحديد قنوات التوزيع والاستراتيجيات التسويقية المناسبة، فطريقة تسويق السيارات الفاخرة تختلف عن طريقة تسويق معدات المصانع وذلك لأن الجمهور المستهدف والسلوك الشرائي مختلفان تمامًا.
2- دورة حياة المنتج
كل منتج لديه عمر افتراضي في السوق فبعضها يولد ويكبر ويصل لمرحلة النضوج ثم يتلاشى تمامًا مثل الهواتف الذكية التي تتغير مع كل إصدار جديد، بينما بعض المنتجات الأخرى مثل الحليب أو السكر تبقى أساسية ولا تخضع لتغيرات سريعة، وهنا يظهر سؤال مهم هل المنتج الخاص بك يحتاج إلى تحديثات مستمرة لمواكبة التطور، أم أنه سيظل ثابتًا لعقود؟ وهذه الإجابة تحدد استراتيجيتك التسويقية بالكامل.
3- درجة الاختلاف
بعض المنتجات تعتبر سلعًا عامة تُباع في كل مكان مثل المنتجات الغذائية والمياه المعدنية، على الجانب الآخر هناك منتجات متخصصة تلبي احتياجات فريدة، مثل الساعات الفاخرة أو السيارات الرياضية، وهذا التنظيم يؤثر على استراتيجيات التسويق، فبينما تعتمد السلع العامة على التسعير والتوزيع الواسع، تعتمد المنتجات المتخصصة على العلامة التجارية والقيمة المضافة لجذب جمهور معين.
4- طبيعة الطلب
بعض المنتجات أساسية ولا يمكن الاستغناء عنها مثل الأغذية والأدوية، بينما هناك منتجات كمالية مثل العطور الفاخرة والمجوهرات، والفرق هنا كبير ليس فقط في التسويق ولكن أيضًا في طبيعة الطلب، ففي الأزمات الاقتصادية ستلاحظ أن الناس يقللون من الإنفاق على المنتجات الكمالية لكنهم لن يتوقفوا عن شراء الطعام والأدوية.
5- معدل الاستهلاك
بعض المنتجات مثل القهوة والشوكولاتة تستهلك بسرعة ما يعني أن العميل سيعود للشراء مرارًا وتكرارًا، في حين أن هناك منتجات مثل الأثاث أو الأجهزة الإلكترونية يشتريها العميل مرة واحدة كل عدة سنوات، وبالتالي المنتجات سريعة الاستهلاك تحتاج إلى استراتيجيات تسويقية مكثفة للحفاظ على الطلب المستمر، بينما المنتجات الدائمة تعتمد على الجودة وخدمة ما بعد البيع لكسب ولاء العملاء.
6- مستوى الابتكار
حين ظهرت الهواتف الذكية لأول مرة أحدثت ثورة في عالم التكنولوجيا، بينما عندما يتم إصدار هاتف جديد بتعديلات طفيفة، فإنه يعتبر تحسينًا لمنتج قائم، والمنتجات الثورية تحتاج إلى ميزانيات ضخمة للبحث والتطوير لكنها قد تغير قواعد اللعبة بالكامل، أما المنتجات المحسنة فهي تستفيد من شهرة المنتجات القديمة ولكنها بحاجة إلى تبرير أسباب الترقية للعملاء.
7- السعر والفئة المستهدفة
تصنيف المنتجات حسب السعر والفئة المستهدفة يساعد في تحديد موقعها في السوق، فهناك المنتجات الاقتصادية التي تستهدف الفئة المتوسطة مثل الأجهزة المنزلية العادية، وهناك المنتجات الفاخرة التي تستهدف الفئات ذات الدخل المرتفع مثل الساعات السويسرية، وفهم هذا التقسيم يساعدك في وضع استراتيجيات تسويقية أكثر دقة تتناسب مع الجمهور المستهدف.
كيف يؤثر تصنيف المنتجات على تجربة العملاء وقرارات الشراء؟
من اللحظة التي تبدأ فيها البحث عن منتج معين وحتى لحظة اتخاذ القرار النهائي بالشراء يكون تصنيفه هو العامل الخفي الذي يوجهك، فهو يبسط عملية البحث ليس ذلك فحسب بل إن تنظيم المنتجات يؤثر بشكل مباشر على تصورك للسعر والقيمة فعندما ترى منتجًا ضمن فئة (الاقتصادية) فإنك عندها تتوقع سعراً معقولًا، بينما إذا كان ضمن فئة (الفاخرة) فإنك تكون مستعدًا لدفع المزيد معتقدًا أنه يستحق ذلك، أما من ناحية التأثير العاطفي فإن تصنيف المنتجات يمكن أن يحفز الشراء العاطفي أو العقلاني بناءً على الطريقة التي يتم تقديمه بها، فمثلًا المنتجات المصنفة كإصدارات محدودة وحصرية تزيد من احتمالية الشراء الفوري بنسبة 45%، في المقابل المنتجات التي تُصنف كمنتجات ضرورية يتم شراؤها بناءً على الحاجة والتقييم المنطقي للسعر والجودة.
وعندما يكون التصنيف واضحًا ويعكس الجودة الحقيقية للمنتج فإنه يساعد العملاء على بناء توقعات دقيقة تدفعهم لاتخاذ قرار الشراء بثقة وتحفزهم للعودة إلى نفس العلامة التجارية مرارًا، وأخيرًا التنظيم الفعال يضمن استهداف العملاء بالطريقة الصحيحة، فالشركات التي تصنف منتجاتها بذكاء يمكنها توجيه حملاتها التسويقية بشكل أكثر دقة، وبالتالي تحقيق معدلات تحويل أعلى بنسبة 35%.
ما الفرق بين تصنيف المنتجات وتقسيم السوق؟
قد يبدو تصنيف المنتجات (Product Classification) وتقسيم السوق (Market Segmentation) مفهومين متشابهين، لكنهم في الواقع يخدمان أهدافًا مختلفة تمامًا في عالم التسويق، فتصنيف المنتجات كما ذكرنا سابقًا هي عملية تقسيم المنتجات إلى فئات وفقًا لمعايير محددة مثل طبيعة المنتج وطريقة استخدامه وسعره ومدى تكرار شرائه بهدف تسهيل تجربة الشراء للعملاء وجعل عملية التسوق ممتعة، وهناك عدة أمثلة على تصنيف المنتجات، مثل:
– حسب الاستخدام: منتجات استهلاكية (مثل الأغذية والمشروبات) مقابل منتجات صناعية (مثل المعدات الثقيلة).
– حسب السعر والجودة: منتجات اقتصادية ومنتجات متوسطة الجودة ومنتجات فاخرة.
– حسب دورة الشراء: منتجات دائمة مثل الأجهزة الكهربائية، مقابل منتجات سريعة الاستهلاك مثل مستحضرات التجميل.
ويساعد تصنيف المنتجات الشركات على وضع استراتيجيات تسعير وترويج مناسبة لكل فئة، مثل تقديم خصومات على المنتجات الاقتصادية أو تعزيز صورة المنتجات الفاخرة من خلال الإعلانات الراقية، على العكس من ذلك تقسيم السوق هو عملية تقسيم العملاء إلى مجموعات ذات خصائص مشتركة تساعد الشركات على استهداف الفئة المناسبة بالرسائل التسويقية الصحيحة، ويتم فيها تقسيم السوق بناءً على عوامل مثل:
– الخصائص الديموغرافية: كالعمر والجنس والدخل والمستوى التعليمي.
– حسب السلوك الشرائي: العملاء الذين يشترون بشكل متكرر مقابل العملاء الذين يشترون في المناسبات فقط.
– حسب العوامل النفسية: العملاء الباحثون عن الجودة مقابل العملاء الباحثين عن السعر المنخفض.
ويسمح تقسيم السوق للشركات بتخصيص حملاتها التسويقية بشكل أكثر نجاحًا، فمثلًا يمكن توجيه إعلان فاخر إلى فئة العملاء ذوي الدخل المرتفع بدلًا من الجمهور العام وذلك لزيادة فرص نجاح الحملة.
الخلاصة أن تصنيف المنتجات يركز على المنتج نفسه، بينما تقسيم السوق يركز على العميل المستهدف، ورغم اختلاف المفهومين إلا أنهما يكملان بعضهما البعض، فعند تقسيم السوق إلى فئات مختلفة من العملاء يمكن للشركات أن تصمم منتجات تناسب كل فئة ثم تصنف هذه المنتجات بناءً على خصائصها، فمثلًا إذا تم تقسيم السوق إلى فئة من محبي التكنولوجيا وأخرى من المستهلكين الباحثين عن الأسعار الاقتصادية، عندها تستطيع الشركة تخصيص منتجاتها إلى فئة الهواتف الرائدة لمحبي التكنولوجيا، وفئة الهواتف الاقتصادية لتلبية احتياجات الفئة الثانية.
المصادر:
https://www.indeed.com/career-advice/career-development/product-classification
https://dealhub.io/glossary/product-classification/
https://thinkinsights.net/strategy/five-product-levels-framework
https://www.shopify.com/blog/product-category
https://www.indeed.com/career-advice/career-development/what-is-category-management
https://www.plytix.com/blog/benefits-of-product-categorization-in-ecommerce