هل فكرت يومًا ما هو الفرق بين التسويق الإلكتروني والتقليدي وما الأنسب بينهما لنشاطك التجاري؟ سنجيبك على جميع تساؤلاتك في مقالنا هذا؛ حيث سنقوم بإجراء مقارنة بين التسويق الإلكتروني والتقليدي من خلال استعراض مفهوم كل منهما، مزاياه وعيوبه، والأدوات المستخدمة في كلا النوعين، وكذلك سنناقش أوجه التشابه بين النوعين، إلى جانب استراتيجيات التسويق وميزانيتهما، والتسعير فيهما، وفي النهاية سنناقش كيفية اختيار النوع الأنسب لنشاطك التجاري؛ لذا تابع القراءة لاكتساب نظرة أعمق حول هذا الموضوع المهم.
مقارنة بين التسويق الإلكتروني والتقليدي: المفهوم
إذا قارنّا بين التسويق الإلكتروني والتقليدي من حيث مفهوم كل منهما؛ فيمكننا القول إن التسويق التقليدي هو ذلك النوع من التسويق الذي عاهدناه لعقود طويلة، والذي تعتمد عليه كبرى الشركات في الوصول إلى عميلها، ومن أبرز أشكاله اللوحات الإعلانية وإعلانات المجلات والصحف والتلفاز.
وفي هذا النوع من التسويق، يأخذ التواصل اتجاهًا واحدًا؛ حيث تقوم الشركة بنقل رسالتها إلى الجمهور دون انتظار ردود فعل مباشرة أو فورية من العميل، وأهم ما يميز هذا النوع هو كونه ملموسًا؛ الأمر الذي يعزز الثقة عند بعض العملاء، كما أنه يعد مناسبًا إذا ما أردنا استهداف الجمهور المحلي بشكل فعال.
أما عن التسويق الإلكتروني، فيُعد مفهومًا حديثًا؛ فهو يعتمد بشكل أساسي على الإنترنت ومختلف التقنيات الرقمية للوصول إلى العملاء، وعند عقد مقارنة بين التسويق الإلكتروني والتقليدي، فسنجد أن التسويق الإلكتروني يعتبر أقل تكلفة وأكثر دقة في استهداف الجمهور؛ حيث يمكّن التسويق الإلكتروني المعلنين من تحديد جمهورهم المستهدف بدقة وفقًا لعوامل مثل العمر، والجنس، والسلوك، وغيرها.
كما توفّر العديد من المنصات والأدوات فرصة تحليل بيانات وسلوكيات العملاء؛ الأمر الذي يتيح الحصول على معلومات قيّمة تساعد في تحسين الحملات الإعلانية، وعلى عكس التسويق التقليدي، يتميز التسويق الإلكتروني بإمكانية التفاعل بشكل مباشر مع العميل والحصول على ردود فعل وآراء فورية؛ الأمر الذي من شأنه أن يعزز التواصل بين الشركة والعميل ويحسّن من تجربة العميل.
اقرأ أيضًا: أهمية تصميم الجرافيك للتسويق والإعلان
مقارنة بين التسويق الإلكتروني والتقليدي: المميزات والعيوب
والآن دعنا نجري مقارنة بين التسويق الإلكتروني والتقليدي من حيث مميزات وعيوب كل منهما لنساعدك في اختيار الأنسب لاحتياجاتك.
مميزات التسويق التقليدي
اعتمد المعلنون قديمًا لفترات طويلة على وسائل التسويق التقليدية كالإعلانات المطبوعة وإعلانات التليفزيون والإذاعة؛ مما جعل هذه الوسائل تبدو أكثر مصداقية بالنسبة لكثير من الناس؛ أي أن العميل يعتبر العلامة التجارية موثوقة إذا ما قامت بعمل إعلان على التلفاز على سبيل المثال، وبالنسبة للمعلنين، فإن إحساس الثقة هذا لا يقدر بثمن؛ الأمر الذي يجعل الكثير من العلامات التجارية تعتمد بشكل كبير على هذا النوع من التسويق حتى يومنا هذا.
ونظرًا لأن التسويق التقليدي يعتمد بشكل أساسي على التكرار، فهو بذلك قادر على ترك أثر دائم لدى العملاء؛ فمن خلال نشر الإعلانات في المجلات والصحف أو عرضها على لوحات الطرق، يرى العميل الرسالة الإعلانية عدة مرات؛ الأمر الذي من شأنه أن يعزز تذكر العلامة التجارية لدى العميل، ويساهم في تعزيز وعيه بها، ويخلق ولاءً لديه تجاه العلامة.
عيوب التسويق التقليدي
أكبر عيوب هذا النوع من التسويق هو عدم قدرته على توجيه الرسالة الإعلانية بدقة للجمهور المستهدف؛ فعلى سبيل المثال، يمكنك ملاحظة أن إعلانات الطرق تُعرض للجمهور العام دون تحديد فئة معينة، وكذلك الحال مع إعلانات الصحف؛ فهي تستهدف جميع القراء، بينما تهتم فئة قليلة منهم بالمنتج أو الخدمة المعلن عنها؛ الأمر الذي يؤدي بدوره إلى إهدار جزء كبير من الميزانية التسويقية دون تحقيق التأثير المرجو؛ مما يجعل هذا النوع أقل كفاءة وأكثر تكلفة إذا ما أردنا عقد مقارنة بين التسويق الإلكتروني والتقليدي.
مميزات التسويق الإلكتروني
أبرز ما يميز التسويق الإلكتروني هو قدرته على استهداف فئات محددة من الجمهور وبشكل دقيق جدًا؛ وذلك بفضل التحليلات الرقمية والخوارزميات التي تمكّن الشركات من الوصول إلى من هم أكثر اهتمامًا بمنتجاتها وخدماتها اعتمادًا على بعض العوامل مثل العمر والاهتمامات وسلوك المستخدم؛ الأمر الذي يعزز من فعالية الجهود التسويقية ويزيد من معدلات التحويل وبالتالي يزيد من حجم المبيعات وعائد الاستثمار؛ وذلك على عكس التسويق التقليدي الذي عادةً ما يوجه الرسالة إلى الجمهور العام دون تحديد فئة بعينها.
كما نجد أن التسويق الإلكتروني يعتبر خيارًا اقتصاديًا لجميع الشركات وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة؛ حيث يمكنها الدخول في منافسة مع كبرى الشركات وتحقيق تأثير كبير بميزانية أقل من ميزانية التسويق التقليدي؛ حيث توفر وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني وإعلانات جوجل خيارات تسويقية ملائمة لجميع الميزانيات.
عيوب التسويق الإلكتروني
من أبرز عيوب هذا النوع من التسويق هو حاجة المسوقين المستمرة للتكيف مع التغيرات السريعة؛ فمع التطور الدائم للتكنولوجيا، وظهور اتجاهات جديدة، وتحديث الخوارزميات، يبرز التحدي في قدرة المسوقين على مواكبة هذه التحديثات وتعديل استراتيجياتهم وفقًا لها؛ وهذا الأمر يزيد من عبء العمل على المسوقين؛ حيث يتطلب جهدًا وموارد مستمرة للتعلم والتكيف، والالتزام بالتحديثات لضمان فعالية الجهود التسويقية.
أدوات التسويق الرقمي والتقليدي
وبعد أن قمنا بعمل مقارنة بين التسويق الإلكتروني والتقليدي من حيث المفهوم، المميزات، والعيوب، الآن ننتقل إلى إحدى النقاط الهامة التي تميز كل نوع وهي أدوات كل منهما. نستعرضهم فيما يلي:
أدوات التسويق التقليدي
تشمل أدوات التسويق التقليدي العديد من الوسائل المميزة التي أثبتت جدارتها في الوصول إلى الجمهور، نستعرضها فيما يلي:
- إعلانات التلفزيون: تبقى واحدة من أقوى وسائل التسويق التقليدي؛ إذ أنها تستطيع الوصول إلى الملايين من الجماهير لتنقل رسالة العلامة التجارية بطريقة مباشرة وفعالة.
- إعلانات الإذاعة: قبل انتشار التلفاز، كانت إعلانات الإذاعة من الوسائل الرئيسية للتسويق، وما زالت حتى الآن خيارًا جيدًا لبعض الفئات.
- الفلاير: تعد وسيلة شائعة للتسويق التقليدي؛ حيث يتم توزيعها بالأماكن العامة والفعاليات لشد انتباه الجمهور
- لوحات الإعلانات: تُعرض على الطرق السريعة وهي وسيلة جيدة لجذب انتباه السائقين والركاب.
- إعلانات الصحف والمجلات: وهي خيار كلاسيكي لنقل المعلومات والرسائل الإعلانية للجمهور.
أدوات التسويق الإلكتروني
أما عن التسويق الإلكتروني، فهو يوفر الكثير من الأدوات التي تعزز الوصول إلى الجمهور المستهدف بطريقة أكثر دقة وتفاعلاً:
- وسائل التواصل الاجتماعي: من أكثر الأدوات الشائعة والفعالة التي تمكّن الشركات من الترويج لمنتجاتها وخدماتها والوصول إلى آلاف المستخدمين من خلال المنشورات، مقاطع الفيديو، والقصص.
- البريد الإلكتروني: وهذه الأداة تمكّن الشركات من الوصول مباشرة إلى جمهورها لعرض المنتجات والخدمات وذلك عبر رسائل البريد المستهدفة.
- التسويق بالمحتوى: وهي من أكثر الأدوات الفعالة في جذب الجمهور وبناء علاقة جيدة معهم عن طريق المحتوى الجذاب من المقالات والقصص ومقاطع الفيديو.
- إعلانات الدفع مقابل النقر (PPC): وهي إعلانات مدفوعة تظهر لفترة وتختفي إذا ما قمت بإيقاف التمويل.
- التسويق عبر الهواتف المحمولة: أداة تتيح للشركات الوصول للعميل بأي وقت عبر الأجهزة الذكية.
- تحسين محركات البحث (SEO): وهي أداة تمكن الشركة من الوجود في صدارة صفحات نتائج محركات البحث؛ الأمر الذي سيزيد بالتأكيد من فرصة اكتشاف العميل لها.
وكل نوع من أنواع التسويق هذه يمتلك من المميزات ما يمكن أن يخدم الاحتياجات المتنوعة للشركات.
اقرأ أيضًا: تعرف على أدوات قوقل للتسويق الرقمي
أوجه التشابه بين التسويق الإليكتروني والتقليدي
عند عمل مقارنة بين التسويق الإلكتروني والتقليدي، نجد أنه بالرغم من اختلاف الأدوات المستخدمة للوصول إلى العميل المستهدف في كل منهما، إلا أنه هناك العديد من أوجه التشابه بينهما؛ أبرز هذه الأوجه هو وجود هدف مشترك وحيد بينهما؛ وهو الترويج لمنتجات أو خدمات العلامة التجارية وزيادة وعي الجمهور بها. سواء قمت باختيار وسيلة تسويق تقليدية كاللوحات الإعلانية أو إعلانات التلفاز، أو وسيلة رقمية كوسائل التواصل الاجتماعي؛ يمكنك ملاحظة أن الهدف في كلتا الحالتين هو نقل الرسالة إلى الجمهور المعني وتعريفه بالعلامة التجارية.
يمكننا أيضًا ملاحظة أن التسويق التقليدي والإلكتروني كلاهما يعتمد على المبادئ الأربعة للتسويق 4Ps وهي المنتج Product، السعر Price، المكان Place، والترويج Promotion، وعلى الرغم من أن المكان في كلا النوعين مختلف؛ حيث يمكن أن يكون المكان في حالة التسويق التقليدي عبارة عن المتجر أو المعرض الفعلي، وفي التسويق الإلكتروني يمكن أن يتمثل المكان في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الهدف من المكان في كلا النوعين هو توفير مساحة لعرض المنتجات والخدمات ليتمكن الجمهور من التعرف عليها بشكل مباشر.
كما أن متابعة أحدث الاتجاهات يعد من الأمور المشتركة بين كلا النوعين؛ حيث يمكننا استخدام أحدث الاتجاهات (التريندات) مثل الأحداث الجارية والمواضيع الشائعة بين الجمهور المستهدف، واستغلالها في تعزيز التواصل مع ذلك الجمهور وشد انتباهه. سواء قمنا بعمل حملة على مواقع التواصل الاجتماعي او حملة إعلانية تليفزيونية، فإن الاستفادة من هذه التريندات يمنح الشركة ميزة إضافية ويزيد من وعي الجمهور بالعلامة التجارية؛ الأمر الذي يسهم بالتأكيد في زيادة مبيعاتها.
وأخيرًا، فإنه عند إجراء مقارنة بين التسويق الإلكتروني والتقليدي، لا يمكننا تجاهل أن كل منهما يتطلب من المسوق التحلي بمهارات بحث وتحليل قوية؛ وذلك حتى يتمكن من فهم جمهوره بشكل أفضل والوعي بتوجهاته لتصميم حملات اعلانية تلبي احتياجاته وتحقق التأثير المرجو منها.
مقارنة استراتيجيات التسويق التقليدي والتسويق الإليكتروني
وهنا قد تتساءل ما هو الفيصل بين الاستراتيجيات الخاصة بالنوعين؟ ومتي يمكن استخدام أي نوع منهما؟ هل هناك مقارنة بين التسويق الالكتروني والتقليدي؟ الحقيقة أن لكل منهما مزايا وعيوب ويجب أن تعرف أن كليهما مكمل للآخر إذا كنت تطمح في استراتيجية تسويقية مثالية للمشروع الخاص بك.
يعطيك التسويق الالكتروني المرونة والقدرة على التحكم أكثر في خطتك التسويقية لأنك تستطيع أن تراقب الانطباعات المبدئية وتحدد من تريد أن تصله رؤيتك عن المنتج وكيف تصله بالطريقة التي يفضلها وبذلك تستطيع التعديل والتحسين مرارًا وتكرارًا على استراتيجيتك لتخرج بأفضل صورة وبالتالي بأفضل عائد، في حين أن مرونة كهذه غير متوفرة في التسويق التقليدي.
يتميز التسويق الالكتروني أيضًا بأنه لا يقتحم حياة الإنسان فجأة بل يظهر عندما يحتاجه الإنسان، فعلى سبيل المثال: بإمكانك البحث على موضوع معين على أي من محركات البحث وستجد إعلانات ممولة لمقالات أو منتجات حول هذا الموضوع، ولهذا فإن نتائج التسويق الالكتروني تحترم خصوصيتك ولا تطرق بابك فجأة بل تساعدك لتجد ضالتك أسرع وهذه نقطة تحسب لها.
هل هذا يعني أن التسويق الالكتروني أفضل من التقليدي؟ إذا كان هذا هو الوضع فلماذا تعتبر استراتيجيات التسويق التقليدي هي الأكثر استخدامًا على الإطلاق؟ في عالم مليء بالإعلانات، نجد أن الإعلانات التي نتذكرها كانت مسوقة تقليديًا، لهذا، فإن استراتيجيات التسويق التقليدي تتنتج صورة جيدة للمنتج وللشركة ككل وتعطي لها مصداقية في عقل المستقبِل.
يصبح التسويق التقليدي أيضًا خيارًا ممتازًا إذا كان مشروعك يظهر لأول مرة أو إذا كنت تريد التوسع بمشروعك بمنتجات جديدة، لأن من أهم ما يتميز به التسويق الالكتروني هو سرعة الإنتشار لأنه يغطي فئات أكبر، وبهذا إذا كنت تريد تأثيرًا سريعًا فهذا هو الخيار المناسب.
نستنتج مما سبق، أن التسويق التقليدي عامًا أكثر ويركز على المفهوم ككل ويعطي مقدمة لجميع الفئات عن ماهية علامتك التجارية، وهنا يأتي دور التسويق الالكتروني في التحكم أكثر في المحتوى الذي يخاطب الفئات المختلفة، وفي النهاية لا يمكن الجزم بأفضلية نوع على آخر ولهذا ننصحك بأن توظف النوعين لصالحك للحصول على أفضل نتيجة ممكنة.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الدعاية والاعلان والتسويق
تحديد ميزانية التسويق الرقمي وميزانية التسويق التقليدي
وحتى تتمكن من تحديد ميزانية التسويق الرقمي والتقليدي بشكل جيد، ننصحك باتباع بعض النصائح التي من شأنها أن تحقق لك التوازن في الإنفاق على مختلف القنوات وتحقيق أفضل تأثير:
- حدد نسبة مناسبة من الإيرادات: قم باقتسام جزء مناسب من الإيرادات ليكون بمثابة ميزانية للتسويق، ينصح بتخصيص ما يقارب 7-8% من الإيرادات لميزانية التسويق الإليكتروني وفقًا لأفضل ممارسات الصناعة.
- استخدم قاعدة 70-20-10: تنص هذه القاعدة على تخصيص 70% من الميزانية للاستراتيجيات المثبتة التي أثبتت فعاليتها، و20% للاستراتيجيات الجديدة الأكثر ابتكارًا، و10% للاستراتيجيات التجريبية.
- حلل الأداء السابق: قبل تحديد ميزانية التسويق الخاصة بعلامتك التجارية، قم بمراجعة الأداء السابق للقنوات التسويقية المختلفة؛ فذلك سيساعدك في تحديد ما هي القنوات الفعالة.
- قم بتحليل المنافسين: سيساعدك تحليل المنافسين في فهم كيفية تخصيصهم لميزانية التسويق؛ الأمر الذي سيساعدك في ضبط ميزانيتك وفقًا لمستوى المنافسة في السوق.
- قيم قنوات التسويق: بعد تحديدك لميزانية التسويق، قم بمراقبة أداء مختلف القنوات بشكل مستمر؛ حيث يمكنك تعديل الميزانية باستمرار حسب أداء كل قناة لضمان أكبر عائد استثمار.
- ركز على جمهورك المستهدف: معرفة تفضيلات جمهورك المستهدف يمكن أن تساعدك في تحديد القنوات الأكثر تأثيرًا والتي تستحق تخصيص الجزء الأكبر من الميزانية.
باتباع هذه الخطوات، يمكنك تحقيق التوازن في الإنفاق على أدوات التسويق المختلفة؛ ما يضمن لك استثمار الميزانية بشكل فعال وتحقيق أهداف التسويق.
التسعير في التسويق الإليكتروني والتسعير في التسويق التقليدي
تختلف استراتيجيات التسعير بشكل ملحوظ في التسويق الإلكتروني والتسويق التقليدي، وذلك بناءً على عوامل مثل طبيعة السوق والجمهور المستهدف والقنوات المستخدمة. في السطور القادمة سنعرض مقارنة بين التسويق الإلكتروني والتقليدي من حيث التسعير، ستساعدك تلك المقارنة في تسعير خدماتك.
عادةً ما يكون التسويق الإلكتروني أقل تكلفة وأكثر مرونة في تعديل الأسعار من التسويق التقليدي؛ وذلك بفضل قلة تكاليف البنية التحتية وسهولة التعديل في خطط التسويق بناءً على مدى استجابة العملاء لها، بينما يتطلب التسويق التقليدي تكاليف أعلى وجهود أكبر في التعديلات؛ الأمر الذي يؤدي بالضرورة إلى زيادة الأسعار لتعويض تلك التكاليف.
ويعتمد التسويق التقليدي عادةً على تسعير عام يناسب جمهورًا واسعًا، بينما يتيح التسويق الإلكتروني للمسوقين إمكانية تخصيص عروض الأسعار وخطط التسويق بناءً على اهتمامات واحتياجات العملاء وأهدافهم، ومن ثم تقديم تجربة تسعير فردية لكل عميل.
كما يوفر التسويق الإلكتروني فرصة اختبار أسعار مختلفة من خلال تحليل فوري للنتائج؛ الأمر الذي يساهم في اختبار وتحسين استراتيجيات التسعير بمرونة وسرعة، بينما يواجه المسوقون في حالة التسويق التقليدي صعوبة في اختبار الأسعار نظرًا لقلة البيانات اللحظية في هذا النوع واعتماده فقط على الدراسات والنتائج السابقة.
الأنسب لنشاطك التجاري التسويق التقليدي أم التسويق الإليكتروني
والآن، وبعد الانتهاء من عقد مقارنة بين التسويق الإلكتروني والتقليدي، لا بد أنك تتساءل ما هو النوع الأنسب لنشاطك التجاري، والحقيقة، أنه يجب أن تضع في اعتبارك عدة عوامل عند الإجابة على هذا السؤال مثل طبيعة جمهورك المستهدف، مكان تواجده، أسلوبه المفضل في تلقي المعلومة.
وعادةً ما يكون التسويق الإلكتروني هو الخيار المفضل للعديد من العلامات التجارية؛ وذلك نظرًا لقدرته على إيصال الرسالة الإعلانية إلى الجمهور المحدد وبتكلفة أقل نسبيًا من تكلفة التسويق التقليدي، كما يمنحك التسويق الإلكتروني فرصة تحليل البيانات بشكل فوري؛ الأمر الذي يمكّنك من فهم جمهورك بشكل عميق ويعزز من حملاتك القادمة.
ومع ذلك، يمكن أن يكون التسويق التقليدي هامًا في بعض الحالات؛ خاصةً عندما يكون الجمهور المستهدف من فئات عمرية أكبر سنًا وكذلك إذا كنت تستهدف منطقة محلية محددة؛ حينها قد يكون التسويق التقليدي أكثر فعالية في ترك انطباع لدى جمهورك المستهدف.
ولكن في النهاية، لا يمكننا أن نجزم أن أحد النوعين أفضل من الآخر بشكل عام، ولكن الاختيار بينهما يعتمد على احتياجات نشاطك التجاري وأهدافه؛ لذا يجب عليك أن تفكر مليًّا في خصائص جمهورك واهتماماته واحتياجاته، وكذلك في ميزانيتك، ثم استفد من نوع التسويق الذي يمكن أن يتوافق مع هذه العوامل وأن يحقق لك أهدافك المرجوة.
وتحقيق التكامل بين نوعي التسويق يمكن أن يمنح نشاطك التجاري قوة تنافسية كبيرة ويتيح لك الوصول إلى شريحة أكبر من الجمهور ويجمع بين فوائد النوعين؛ فلا تغفل عن الاستفادة من كلا النوعين كلما أمكن ذلك.
اقرأ أيضًا: افضل المواقع لتعلم التسويق الالكتروني
الخاتمة
وفي الختام، بعد إجراء مقارنة بين التسويق الإلكتروني والتقليدي بشكل مفصل، نجد أن كل منهما يحمل مميزات وعيوب تجعله مختلفًا عن الآخر، وعلى المسوقين اختيار الأنسب لعلاماتهم التجارية تبعًا لنوع المنتج أو الخدمة، الميزانية، خصائص الفئة المستهدفة، أهداف العلامة التجارية؛ فإذا كانوا يرغبون في الوصو إلى جمهور محدد بسرعة وكفاءة، فسيكون التسويق الإلكتروني خيارًا جيدًا حينها، أما إذا كانوا يرغبون في بناء ثقة وعلاقات شخصية مع العميل، فسيكون التقليدي هو الأنسب، وتحقيق التكامل بين النوعين هو خيار آخر مهم يمكن أن يأتي بمميزات كبيرة للنشاط التجاري إذا ما تم تطبيقه بشكل صحيح.
المصادر
Decoding Traditional Marketing vs Digital Marketing: Understanding the Differences | HT Media Group
Traditional vs Digital Marketing: Key Differences and Similarities | edureka!
Traditional Marketing vs. Digital Marketing: Which One Is Better? | simpli learn
Budget Allocation Guide: Digital vs. Traditional Marketing
Difference between Traditional Marketing and Digital Marketing | Geeks For Geeks
Digital Marketing vs Traditional Marketing | DAS Writing Services